يبدو أن حساسية التعاطي مع ما ينتجه السينمائيون الإيرانيون من أفلام، مؤدلجة، باتت مثار كثيرين في الوطن العربي، فبعد الأزمة الذي أثارها عرض قناة "نسمة تي في" التونسية لفيلم إيراني مدبلج، وما أعقب ذلك من جدل وأحداث عنف من طرف من وصفوا ب "متشددين إسلاميين"، هاهي أزمة مماثلة تبعث من لبنان. أعلنت إدارة مهرجان بيروت الدولي للسينما الأحد، أن سلطات الرقابة في لبنان طلبت منها سحب فيلم وثائقي للمخرج الإيراني نادر داودي من البرنامج، فيما منعت إيران المخرج من التوجه إلى لبنان. قالت مديرة المهرجان كوليت نوفل إن سلطات الرقابة في لبنان طلبت، يوم الجمعة الماضي، مشاهدة الفيلم الإيراني الذي يحمل عنوان "الأحمر والأبيض والأخضر" قبل عرضه، ثم أبلغت الإدارة بسحبه. وأضافت نوفل أن إدارة المهرجان علمت، الأحد، أن داودي لن يسمح له بالسفر إلى لبنان. الفيلم من إنتاج عام 2010 وكان مقررا عرضه في إطار فئة "فيلم وثائقي من الشرق الأوسط"، ويتناول الأحداث العنيفة التي طبعت الأسابيع الثلاثة قبل إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في جوان 2009. في سياق آخر، هاجم أكثر من 300 تونسي ينتمون إلى تيارات إسلامية متشددة، أول أمس، مقر قناة "نسمة" التونسية، في شارع محمد الخامس بوسط العاصمة، على خلفية عرضها لفيلم "بيرسيبوليس"، بحجة إساءته للذات الإلهية، لكن قوات مكافحة الشغب تصدت لهؤلاء ومنعتهم من الدخول إلى المقر، حيث اعتقلت نحو 30 منهم.