رأت صحيفة ”الدايلى تيلغراف” في عددها الصادر أمس، أن حلم العقيد معمر القذافى لمدينة سرت ”كنموذج لما يجب أن تكون عليه المدينة الإفريقية الحديثة”، تم تدميره بعد أن تحول وسط المدينة خلال الأسبوع الحالي إلى ”أطلال بائسة”· وذكرت الصحيفة أن ”مؤيدي القذافي الأشداء قاموا بمحاولة يائسة مدمرة لتأخير هزيمتهم التي لا مفر منها”، واصفة بقايا حطام المنازل بالمشاهد القاتمة التي شهدتها غروزني في فترة نهاية الحرب الروسية على الشيشان· ونقل تقرير ”الدايلى تيلغراف” عن شاهد عيان قوله إن المسلحين الموالين للقذافي أعدموا أي شخص شكوا في تعاطفه مع الثوار· وفي الأثناء، لوح قادة الثوار في ليبيا بأنهم قد يشنون هجوما بالمدفعية لتطهير مدينة سرت الساحلية من القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، في وقت أقروا فيه بصعوبة كسب المعركة في هذه المدينة· ويأتي ذلك في وقت أقاموا فيه نقاط تفتيش في عموم العاصمة طرابلس بعد تبادل إطلاق النار مع مؤيدين للقذافي في المدينة· وقال قائد ميداني للثوار إن الهجوم بالدفعية يستهدف القضاء على القوات الموالية للقذافي المتبقية في سرت شرق طرابلس، مشيرا إلى أن الثوار يغيرون خططهم القتالية بحسب تطورات الأوضاع على أرض المعركة· وأوضح أن الثوار تراجعوا عن بعض مواقعهم في المدينة لإفساح المجال لطائرات حلف شمال الأطلسي أو القصف بالمدفعية من خارج سرت لتدمير المواقع التي يختبئ فيها الموالون للقذافي· ومن جهته، قال مدير إدارة الأسلحة بالجيش الليبي العميد محمد هدية إنه من الصعب على الثوار تحديد متى سينتهي القتال في سرت، وأقر بأنه ليس من السهل كسب المعركة في هذه المدينة، مشيرا إلى أن أمورا غير متوقعة تحدث خلال المعارك، مثل استخدام قوات القذافي أسلحة جديدة أو إضافة تعزيزات جديدة أثناء المعارك، أو عدم قدرة الثوار على القتال بمقتضى الخطة الموضوعة لهم· لكنه أكد أن قوات القذافي لا تستطيع الاستمرار في القتال إلى ما لا نهاية لأنها محاصرة· وكانت القوات الموالية للقذافي قد شنت أمس هجوما مضادا مباغتا على الثوار في سرت، مما أجبرهم على التراجع· وتراجع الثوار بشكل فوضوي نحو كيلومترين إلى مقر القيادة العامة للشرطة في هذه المدينة الواقعة على بعد 360 كلم شرق طرابلس· وبعد قصف عنيف بالصواريخ والمدفعية تمكنت كتائب القذافي من إجبار الثوار على التراجع عن أطراف حي ”الدولار” والحي ”رقم ”2 اللذين كانت قد وصلت إليهما مساء الجمعة· وطوال النهار كان هذان الحيان عرضة لقصف عنيف بصواريخ غراد وبالرشاشات الثقيلة· وأفاد مصدر طبي أن قتيلا وعشرة جرحى سقطوا في هذا الهجوم المضاد لقوات القذافي·
من ناحية أخرى، قال أحد قادة الثوار إن المقاتلين التابعين للقذافي ”أصبحوا محصورين في مساحة لا تزيد على كيلومتر ونصف، وبإمكان الثوار الاستيلاء عليها خلال يوم واحد، إلا أن ذلك قد يترتب عليه سقوط العديد من القتلى، لذلك فأفضل طريقة هي إرهاقهم بالقصف”· وقرر قادة المجلس الانتقالي بعد اجتماع عقدوه السبت إرجاء الهجوم الشامل على الحيين في سرت في مسعى للقبض على أقطاب النظام السابق أحياء حيث يعتقدون أنهم يتحصنون في الحيين، حسبما قاله قائد بارز· وقال قائد عمليات الجبهة الشرقية وسام بن حميد عقب الاجتماع ”نحن متأكدون من أن المعتصم نجل القذافي ووزير الدفاع المخلوع أبوبكر يونس مختبئان هناك”· يارة إلى منطقة كرمانشاه في غربي البلاد، إن الولاياتالمتحدة ”فبركت قصة كاملة في الأيام الماضية تتضمن اتهامات سخيفة لعدد من الإيرانيين في أميركا، واتهمت إيران بدعم الإرهاب، لكن هذا النوع من المؤامرة لن ينجح في عزل الجمهورية الإسلامية”·