مذكرات العقيد الزبيري التي وثّقت أحداثا كانت في طي مدوّنة ”العنعنة” التاريخية، بقدر ما صنعت حدث وحديث ”سبق” التوثيق، رسخت لدينا حكاية متألفة على أن تاريخنا لن يكتب من أفواه ولا بأقلام صانعية مادام الذين سكتوا دهرا أول ما كتبوا صنعوا كفرا حين جعلوا من التاريخ حذاء يلبسونه على مقاس أقدامهم يرتفعون بهذا ويقصون ذاك حسب هوى الراوي·· دون انتقاص ولا طعن فيما جادت به ذاكرة مجاهد من ”العرين” والرعيل الأول، فإن أقصى نتيجة اخترقت ”كفري” بما يكتبون بعدما أتممت تقليب صفحات مذكرات العقيد الطاهري الزبيري، أن الرجل والمجاهد والعقيد الذي قرر الخوض في توثيق التاريخ، قد أرّخ للإقصاء ولمحو صفحات ورجال، مهما كان رأينا ورأيه فيهم، إلا أنهم كانوا جزءا من التاريخ، وتعرضهم للقص بتلك ”البلادة” في كتاب المفروض أنه ملك للذاكرة الشعبية خطيئة تتجاوز لعنة ”المقص” لترسو على محطة الطعن في كل ما جاء وما لم يأت ذكره في الكتاب·· ما معنى أن يُبتر اسم العقيد المتقاعد أحمد بن الشريف من صفحات مرحلة كان الرجل، شاء الزبيري أما أبى، طرفا في صياغتها، وهل بهذه الطريقة الساذجة يصفى الكبار خلافاتهم القديمة على حساب التاريخ ومصداقية الذكرى والذاكرة، والأهم ألم يكن أولى بالطاهر الزبيري أن ”يتطهر” من مخلفات وخلافات السنين ويعطي كل ذي ”بن الشريف” حقه، وفي النهاية، هل سحق اسم بن الشريف يلغي أن سي أحمد كان له دور، سواء بالإيجاب أو بالسلب، في صناعة وصياغة أحداث جزائر الأمس وما قبل الأمس؟ يكتبها: أسامة وحيد