إلغاء مشاركة وفدهم بصورة مفاجئة بمبررات ”الظروف الأمنية” السفارة السورية اتصلت في وقت متأخر واعتذرت ل”أسباب أمنية” ألغيت فعاليات الأسبوع الثقافي السوري المدرجة ضمن تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” بصورة مفاجئة ودون سابق إنذار، وذلك بعدما كان مقررا أن تنطلق سهرة أول أمس· ووفق المبررات التي أعطاها القائمون على التظاهرة للصحفيين، فإن الوفد السوري اعتذر فجأة متحججا ب”الأوضاع الأمنية التي تشهدها سوريا” في ظل المظاهرات المنادية بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث حالت هذه الأوضاع، حسب التوضيحات التي أعطاها المنظمون، دون تمكن أعضاء الوفد السوري من الالتحاق بالوفدين النمساوي الذي ينطلق أسبوعه الثقافي في العشرين من الشهر الجاري، فيما ينظم الأسبوع الثقافي الفرنسي مابين الحادي والعشرين والرابع والعشرين أكتوبر الجاري· وضمن هذا الإطار، كشف المنسق العام لتظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” عبد الحميد بن بليدية في حديث ل”البلاد”، أن السفارة السورية اتصلت في وقت متأخر من مساء أول أمس، وأبلغت المنظمين باستحالة حضور الوفد السوري في الوقت الحالي بمبرر ”تدهور الأوضاع الأمنية والاضطرابات السياسية”· ووضع غياب الوفد السوري المنظمين في حرج شديد، خصوصا أنهم حصلوا في البداية على موافقة وزارة الثقافة السورية وإصرارها على المشاركة في احتفالية ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” على غرار باقي البلدان العربية والإسلامية، غير أن مجريات الأمور كانت على غير المتوقع· ووفق المعلومات التي استقتها ”البلاد” من مصادر مختلفة، فإن القائمين على تظاهرة ”تلمسان” لم يكونوا يعولون كثيرا على مشاركة الوفد السوري، خصوصا في ظل الأوضاع التي يشهدها البلد، بينما أكدت لنا مصادر مسؤولة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وهو المشرف على تنظيم الأسابيع الثقافية في ”عاصمة الزيانيين”، أن غياب الوفد السوري كان متوقعا منذ البداية· ورغم هذا أصرت وزارة الثقافة على استقدام فريق من الإعلاميين من العاصمة لتغطية الأسبوع السوري، فيما بدا ”توقعا بأن تحدث المفاجأة ويصل السوريون إلى الجزائر رغم ما يشهده بلدهم”· وفي السياق ذاته، علمت ”البلاد” من فنان سبق له أن شارك مطلع هذا العام في أحد ملتقيات تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” ضمن وفد رسمي، أن وزارة الثقافة السورية راسلت العديد من الفنانين والمثقفين والكتاب، غير أن كثيرا منهم اعتذر لأسباب مختلفة، الأمر الذي ربطه محدثنا ب”عدم رغبة قطاع واسع من المثقفين والفنانين السوريين في تمثيل نظام بشار الأسد، خصوصا في ظل القمع الوحشي الذي يتعرض له المتظاهرون المطالبون برحيل النظام”، وفق تعبيره· ويبدو هذا الطرح عاكسا لحقيقة ”الغياب”، خصوصا أن وزارة الثقافة الجزائرية ومنظمي تظاهرة تلمسان لم يكونوا على علم بطبيعة المشاركة السورية ولا النشاطات التي سيقدمها أو حتى عدد الضيوف وأسماء الفنانين والأكاديميين والمثقفين· من ناحية أخرى، لا يعكس غياب الوفد السوري موقفا من الجزائر بحد ذاتها، ولا يمكن أيضا القول إنه تعبير عن ”استياء”، وذلك لأن الجزائر كانت ضمن أربع دول وقفت ليلة أول أمس ضد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية· كما أن القائمين على تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” أوضحوا للصحفيين أن مشاركة الوفد السوري ألغيت في هذه الفترة، مع احتمال برمجتها في وقت لاحق حالما تتحسن الأوضاع الأمنية في هذا البلد الذي يشهد غليانا شعبيا كبيرا ضمن ما صار يسمى إعلاميا ب”ثورات الربيع العربي”·