الجزائر - يجرى الرئيس السوري بشار الأسد في وقت لاحق يوم الأحد حوارا مع التلفزيون السورى يتطرق خلاله الى الأوضاع الراهنة في البلاد وعملية الإصلاح وخطواتها المستمرة في وقت وصلت فيه إلى دمشق بعثة الأممالمتحدة لتقييم الأوضاع الإنسانية فى المدن التى تشهد احتجاجات مطالبة برحيل الرئيس الاسد تخللتها أعمال عنف. وفي مداخلة هي الرابعة له منذ بداية الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط نظامه قبل خمسة أشهر سيتعرض الرئيس الأسد فى حواره ال "الأوضاع الراهنة في سوريا وعملية الإصلاح وخطواتها المستمرة وأبعاد الضغوطات الأمريكيةوالغربية على سوريا سياسيا واقتصاديا والرؤية المستقبلية لسوريا في ظل المشهد الإقليمي والدولي الراهن" حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). و للتذكير فإن الرئيس السوري قد ألقى ثلاثة خطابات منذ بدء الاحداث التي تشهدها سوريا كان أولها في 30 مارس الماضي امام مجلس الشعب تلاه خطاب توجيهي في الاجتماع الأول لحكومة عادل سفر في ماي الماضي فيما كان الاخير في 20 جوان الماضي من مدرج جامعة دمشق. ويأتي تدخل الرئيس الأسد المرتقب اليوم مع ازدياد الضغوط الغربية عليه جراء الاحداث التي تشهدها البلاد منذ اكثر من 5 اشهر حيث دعت الولاياتالمتحدةالامريكية وعدة دول أوروبية إضافة الى الاتحاد الاوروبي الرئيس الاسد لترك السلطة والتنحي. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد دعا وحلفاوه الغربيون للمرة الأولى الخميس الماضي الرئيس السوري الى التنحي وعمدوا الى تعزيز العقوبات ضد نظامه. وفي بروكسل أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الجمعة الماضية اضافة عشرين اسما جديدا الى قائمة الاشخاص والكيانات السورية الذين يشملهم تجميد للارصدة ومنع من الحصول على تأشيرات. كما قرر ممثلو الحكومات الاوروبية 27 اعداد خطة لفرض حظر على استيراد النفط السوري في دول الاتحاد الاوروبي وتعليق المساعدة التي يقدمها البنك الاوروبي للاستثمار الى سوريا. وتؤكد الحكومة السورية أن مواقف الدول الغربية "تأتي في إطار حملة الضغوط عليها للحصول على تنازلات في مواقفها من القضايا الوطنية والإقليمية" الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين. وبعد أن وافقت السلطات السورية على دخول بعثة إنسانية دولية إلى أراضيها بهدف الإطلاع على الأوضاع وصلت أمس السبت إلى دمشق بعثة الأممالمتحدة لتقييم الأوضاع الإنسانية برئاسة رشيد خاليكوف مدير مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في جنيف في زيارة تستمر اربعة أيام تقوم خلالها بجولة في عدد من المدن السورية التي تشهد احتجاجات و تخللتها أعمال عنف أودت بحياة مدنيين و رجال أمن على حد سواء. وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس قد صرحت بان أن "السلطات السورية وافقت على دخول بعثة إنسانية دولية إلى أراضيها بهدف الإطلاع على تأثير الحملة العسكرية (...) وقد حصلنا على حق الوصول إلى أي مكان نرغب به بكامل الحرية ونرغب في أن نركز على الأماكن التي جرى فيها القتال لنرى بأنفسنا ما حصل بالضبط". كما سبق للمتحدثة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليزابيث بيرز ان أكدت في تصريح صحفي ان البعثة " تريد أيضا أن ترى كيفية تقديم دعمها للخدمات العامة وكيفية تلبية حاجات إنسانية محددة محتملة". وكانت اللجنة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كانت قد أشارت الخميس الماضي إلى أن القوات السورية قامت بأعمال في الأحداث التي تشهدها البلاد قد "ترقى أو تمثل جرائم ضد الإنسانية" داعية إلى إحالة المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية فيما اوضحت السلطات السورية ان عملياتها العسكرية فى بعض المدن كان "بغرض ملاحقة المسلحين والمخربين". و تجدر الإشارة إلى أن هذه الأحداث ترافقت مع إصدار الرئيس السوري حزمة من القوانين والإجراءات في إطار عملية إصلاح أهمها رفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وصدور عفو يشمل معتقلي رأي وإصدار قوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية بيد أن هذه الإجراءات لم تخفف من وطأة الاحتجاجات التى رافقتها أعمال عنف وتخريب. وتشهد سوريا منذ بدء حركة الاحتجاجات منتصف مارس الماضي أعمال عنف أودت بحياة الكثيرين من مدنيين ورجال أمن وجيش تقول السلطات إنهم قضوا بنيران "جماعات إرهابية مسلحة تعمل تحت غطاء المظاهرات السلمية لزعزعة الاستقرار" في سوريا فيما تتهم منظمات حقوقية سورية ودولية وناشطين ودول غربية السلطات السورية ب"قمع وترهيب المتظاهرين المسالمين".