تمكّنت الشركة الصينية للبناء من افتكاك الصفقة الخاصة بإنجاز »جامع الجزائر«، أو ما أصبح يُعرف ب »الجامع الأعظم«، حيث وقع عليها الاختيار بعد منافسة حادة مع مجمعين آخرين، وكان عرض الصينيين الأحسن كونه التزم باستكمال إنجاز هذا الصرح في فترة زمنية لا تتعدى أربعة أعوام، فيما بلغت قيمة العرض الذي قدّمته بما يزيد عن 109 مليار دينار جزائري. جاء إعلان فوز الشركة الصينية بصفقة إنجاز »جامع الجزائر« بعد سنوات من الانتظار وفي أعقاب انتشار معلومات في الفترة الأخيرة عن تراجع السلطات العمومية عن تشييد هذا الصرح الديني الحيوي، بل أكثر من ذلك فإن رئيس الجمهورية الذي بادر إلى إعادة إحياء هذا المشروع أوائل العشرية الماضية حرص شخصيا على حضور هذه المناسبة في رسالة قوية منه بأنه يتابع عن قرب كل صغيرة وكبيرة متعلقة بإنجاز هذا الجامع الكبير. وبالنظر إلى أهمية الحدث فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترأس أمس ب »قصر الشعب« بالعاصمة حفل عرض مشروع »جامع الجزائر الكبير« ومجسمه، وقد كان إلى جانبه كل من الوزير الأول أحمد أويحيى، ووزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، إضافة إلى وزير السكن والعمران نور الدين موسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله، وحضر كذلك والي الجزائر محمد كبير عدو. وبحسب بعض التفاصيل التي نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية عن هذا الحفل فإن بوتفليقة استمع بالمناسبة إلى عرض تفصيلي حول المشروع قدّمه مدير الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره، محمد لخضر علوي. وأشارت إلى أن العرض عاد إلى مختلف مراحل إنجاز المشروع بما في ذلك ما تعلّق بخيار الوعاء العقاري والبنايات التي تشكله فضلا عن جوانبه البيئية والأمنية، كما حضر رئيس الجمهورية عرض شريط وثائقي مدته 20 دقيقة حول المشروع مع نمذجة ثلاثية الأبعاد. وعلى الرغم من الطابع الرسمي الذي حظي به حفل إعلان منح الصفقة المتعلقة بالاستشارة الانتقائية رقم 01/2011 الخاصة بإنجاز مشروع »الجزائر«، إلا أن الوثيقة التي حصلت عليها »صوت الأحرار« بخصوص هذا الموضوع أكدت أن الشركة الصينية للبناء »تشاينا ستايت كونستراكشن« نجحت في افتكاك الصفقة بعد تقييم عملية العروض من طرف لجنة مختصة. وبحسب التفاصيل التي تضمنها قرار المنح المؤقت للصفقة للشركة الصينية فإن القيمة المالية الإجمالية لإنجاز »جامع الجزائر« ستتجاوز 109 مليار دينار، وتحديدا 109 مليار و51 مليون و415 ألف و746 دينار جزائري، أي ما يقارب 1.5 مليار دوار، وقد حصلت هذه الشركة المتخصصة أصلا في البناء على نقطة 88.20 من طرف اللجنة، على أن يتم الإنجاز النهائي لهذا المشروع الذي يوصف ب »الضخم« في فترة زمنية لا تتعدّى 48 شهرا. وأبلغ نصّ الإعلان عن منح صفقة إنجاز »جامع الجزائر« المؤسسات المترشحة لتي تريد الاحتجاج على هذا الاختيار بأنه »بإمكانها أن تقدّم طعنا لدى اللجنة الوطنية للصفقات الوطنية الكائن مقرّها بوزارة المالية في مدة أقصاها عشرة أيام ابتداء من تاريخ صدور الإعلان في الجرائد الوطنية«، وهو ما تستند عليه المادة 101 من المرسوم الرئاسي 02-250 الصادر بتاريخ 24 جويلية 2002 المتضمن الصفقات العمومية المعدّل والمتمّم. يُشار أيضا إلى أن لجنة فتح الأظرفة كانت قد قبلت عروض المجمعين الإسباني-الجزائري والإيطالي-اللبناني بمعية عرض المؤسسة الصينية، لاستيفائها الشروط القانونية من أجل إنجاز الجامع الكبير بالجزائر العاصمة. وأمام التأخر الذي حصل في الفترة الماضية وكذا التأجيل المتكرّر في إعلان اسم الشركة الفائزة اضطر وزير الشؤون الدينية والأوقاف في أكثر من مناسبة إلى تكذيب كل الإشاعات التي كانت تشير إلى أن هذا المشروع لم يعد من الأولويات. ومن المنتظر أن يتم الشروع في إنجاز هذا الصرح الديني قبل نهاية السنة الجارية، أو مع بداية العام المقبل على أقصى تقدير، وهو ما يعني أن الآجال القصوى لتسليم »المسجد الأعظم« ستكون في 2016 إذا لم تواجهه أية متاعب مالية. مع التذكير بأن الأرضية الخاصة بإنجازه جاهزة بعد أن تمّت تهيئتها من طرف الشركة الوطنية »كوسيدار« على مستوى بلدية المحمدية وسط العاصمة على واجهة البحر.