نحو نهاية موسم على وقع أنفلونزا الرشوة وكابوس العنف السيناريو الدراماتيكي والدموي الذي شهدته نهاية بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم خلال الموسم الماضي 2007-2008 بعد الأحداث المأسوية والعنيفة التي شهدتها مدينة الباهية وهران بعد المؤامرة التي حيكت ضد فريق مولودية وهران لإسقاطه إلى القسم الثاني، يبدو أنه سيتكرر في نهاية الموسم الكروي الجاري 2008-2009، لأن كل المعطيات التي تميز كواليس الكرة الجزائرية لا تبشر بالخير وتوحي بنهاية مخزية على كل المستويات بسبب أنفلونزا الرشوة والتلاعبات المفضوحة بنتائج بعض اللقاءات الحساسة والمصيرية خاصة بالنسبة لمسألة السقوط، حيث توحي كل المؤشرات بأن لعبة الكواليس هي التي ستحدد إسم الفريق الثاني الذي سيودع بطولة الدرجة الأولى، وبالتالي مرافقة رائد القبة النازل رقم واحد إلى جحيم بطولة القسم الثاني. فبعد تأكد سقوط التشكيلة القبية، لازالت تأشيرة السقوط الثانية مفتوحة على كل الاحتمالات ومحل مزايدات خيالية وبزنسة صارخة من طرف المافيا الكروية في البلاد والتي يتزعمهما بعض أشباه رؤساء الأندية. من يسقط إلى القسم الثاني .. سعيدة أم البليدة؟ دائرة الهبوط تضم فريقين اثنين ويتعلق الأمر باتحاد البليدة صاحب الصف الخامس عشر برصيد 26 نقطة ومولودية سعيدة التي تقبع في المركز ما قبل الأخير بمجموع 28 نقطة، حيث يعد الانتصار الخيار الوحيد لكل فريق في المشوار المتبقي من المنافسة فكل فريق يملك ثلاث لقاءات والجولة المقبلة التي ستلعب غدا الخميس ستكون أكثر من مصيرية بالنسبة لمستقبل كل فريق في بطولة الكبار، حيث تنتظرهما خرجتان حاسمتان إلى ملعب بولوغين لمواجهة مولودية الجزائر بالنسبة لأبناء مدينة الورود، وملعب أول نوفمبر بالمحمدية لمواجهة اتحاد الحراش بالنسبة لأبناء مدينة المياه المعدنية، غير أن مهمة البليديين تبدو أصعب مقارنة بالسعيديين، لكون المولودية العاصمية لازالت متمسكة بأمل إنهاء الموسم في الصف الرابع الذي يفتح لها آفاق المشاركة في كأس رابطة أبطال العرب وهي مرشحة لذلك شريطة فوز رفقاء الحارس الدولي محمد بن حمو بكل اللقاءات المتبقية لهم في نهاية هذا الموسم أمام كل من البليدة ثم سطيف وأخيرا أمام سعيدة. في حين تبدو مهمة مولودية سعيدة ملغمة أمام الحراش، فرغم أن الكواسر لا ناقة لهم ولا جمل في هدا اللقاء، إلا أن بعض الحساسيات المالية وحسابات ومصالح بعض الأشخاص قد تخلط حسابات رفقاء الموريتاني ولد تيفيدي وقد تجعلهم يوقعون شهادة سقوطهم غدا على يد الحراشيين. .حداج ترك وراءه قنابل موقوتة وروراوة في عين الإعصار الفوضى الكبيرة التي تميز تسيير بطولتي القسمين الأول والثاني هي نتيجة حتمية للسياسة التي طبقها الرئيس الأسبق للفاف عبد الحميد حداج والفراغات القانونية التي استغلتها بعض الجهات للتدخل في صلاحيات الفاف والرابطة خاصة بعد قضيتي بوسعادة ثم القبة، حيث غادر حداج قصر دالي إبراهيم تاركا وراءه عدة ملفات معقدة أصبحت بمثابة قنابل موقوتة مرشحة للانفجار في أية لحظة من لحظات الموسم الكروي الجاري والذي يوجد في محطاته الأخيرة . ورغم الترقيعات التي قام بها خليفة حداج لإطفاء نار الفتنة التي تدور في فلك اللعبة الأكثر شعبية في البلاد، وكذلك لإزالة الصراعات غير الرياضية وغير الأخلاقية التي تدور بين بعض رؤساء أنديتنا، إلا أن الرئيس الحالي للفاف محمد روراوة لازال في عين الإعصار ويوجد تحت ضغوطات رهيبة جعلته يفشل لحد الساعة في فرض سياسة الأمر الواقع وتطبيق القانون بصرامة على الجميع دون استثناء، لأن ما نشاهده في الساحة الكروية الوطنية هو ''حفرة'' بكل ما تحملة الكلمة من معاني، لأن القانون أصبح يطبق على الضعيف فقط وما الظلم الذي تعرض له فريق رائد القبة في عهد حداج ثم رورارة إلا خير دليل على منطق الكرة الجزائرية الذي تسيطر عليه ظواهر الرشوة والتلاعب بالنتائج وغياب العدالة بين الأندية. قلق كبير لدى أنصار سعيدة بسبب لقاء الجزائر مع مصر أصبحت مقابلة الجزائر مع مصر والتي ستقام يوم 7 جوان بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة في إطار الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، بمثابة كابوس رهيب بالنسبة للفاف والرابطة على التوالي، خاصة وأن بعض الأطراف المحسوبة على أسرة اتحاد البليدة تسعى لاستغلال هذه المواجهة الدولية المصيرية بالنسبة لحظوظ ''الخضر'' في التأهل إلى المونديال، كورقة ضغط على روراوة ومشراروة من أجل مساعدة اتحاد البليدة على ضمان البقاء في القسم الأول بأي ثمن حتى لا يحدث في مباراة الجزائر مع الفراعنة ما لا يحمد عقباه. هذه الفرضية أزعجت كثيرا أنصار مولودية سعيدة، لكون فريقهم سيكون الضحية الأولى لمثل هذه التخوفات ومن ثم مرافقته لرائد القبة إلى القسم الثاني، وهو ما دفعهم للتنديد بمن يحاولون استغلال المواجهة الجزائرية المصرية لتحقيق أغراضهم الشخصية بعيدا عن المنافسة الشريفة وأخلاقيات الروح الرياضية، فهل ستكون مواجهة ''الخضر والفراعنة'' حقا من تحدد اسم الفريق الثاني الذي سيودع بطولة القسم الأول، أم أن هذه الفرضية هي مجرد ألعوبة من طرف الدخلاء على الكرة الجزائرية؟.