منع متظاهرون سوريون تجمعوا أمام مبنى جامعة الدول العربية مساء أمس، وفدا يمثل المعارضة السورية قدم بعضه من دمشق من دخول مبنى الجامعة. وردَد مئات المتظاهرين السوريين هتافات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتدين زيارة وفد تنسيقيات الثورة متهمين إياهم بالخيانة لدماء الشعب السوري وبالعمالة للنظام. وقال رئيس “اللجنة الإعلامية لدعم الثورة السورية” والمعارض مؤمن كويفاتية في تصريحات لوكالة “يونايتد برس انترناشونال”، إن تلك المجموعة التي لا تمثل الثورة السورية، جاءت الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكان من الضروري منعهم من لقائه، موضحا أن المتظاهرين السوريين المعتصمين خارج أسوار الجامعة حاوروا تلك المجموعة التي يترأسها هيثم منَاع “الذي وعده النظام السوري بتولي رئاسة الحكومة حال انتهاء الثورة وحاولوا إقناعهم بالانضمام إلى المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ولكنهم أصروا على موقفهم بضرورة التهدئة مع نظام الأسد برغم الجرائم التي يرتكبها بحق المتظاهرين المسالمين”. وأشار إلى أن مئات المتظاهرين كادوا أن يفتكوا بتلك المجموعة المكونة من 6 أشخاص، غير أننا أمناهم وأخرجناهم بسلام بعد حوار عقيم دام نحو نصف الساعة نجح خلالها أحدهم ويدعى حسن عبد العظيم من التسلل إلى الجامعة والتقى الأمين العام للجامعة العربية، و”طلب منه العمل على عدم تجميد عضوية سوريا بالجامعة وعدم الانضمام إلى المطالبات السورية الواسعة بفرض حظر جوي على سوريا”. وفي السياق ذاته، يعد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا هذا السبت على مستوى وزراء الخارجية لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية في ضوء موافقة الحكومة السورية على المبادرة العربية الرامية لحل الأزمة. ويأتي الاجتماع كذلك في ظل اتهامات للحكومة السورية بعدم تنفيذ بنود المبادرة التي تتضمن أربعة عناصر أساسية وهي وقف كل أعمال العنف من أي مصدر كان حمايةً للمواطنين السوريين والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا للإطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد مايدور فيها من أحداث. من ناحية أخرى، ارتفع عدد القتلى من المدنيين برصاص قوات الأمن و”الشبيحة” والجيش السوري إلى عشرين شخصا غالبيتهم في محافظتي إدلب وحمص، في حين تواصلت المظاهرات المسائية في عدة مدن سورية للمطالبة بإسقاط النظام، وعمليات الدهم والاعتقال والتعذيب. وقد أفادت المعارضة السورية بأن عملية قوات الأمن والجيش ما زالت مستمرة في حي بابا عمرو بحمص وفي كفر زيتا بمحافظة حماة. وهزت انفجارات مدينة حماة وأغلب الأحياء وسمعت انفجارات ضخمة بالحاضر ودوار السباهي والقصور ودوار كازو مع وجود إطلاق نار كثيف. وفي تلبيسة بمحافظة حمص أصيبت امرأة بشظايا قذيفة أطلقها الجيش على منزلها، وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار من قبل الجيش والأمن و”الشبيحة” في حمص والبوكمال وخان شيخون في إدلب وفي اللاذقية.