دعوات جديدة للخروج في مظاهرات ''ثلاثاء الوفاء'' كشفت مصادر دبلوماسية أمس، أن الجامعة العربية لم تبحث حركة الاحتجاجات التي تشهدها سوريا في اجتماع مجلسها الأخير على مستوى المندوبين الدائمين منذ يومين، ولا حتى على المستوى الثنائي مع مندوب سوريا لدى جامعة الدول العربية خلال اليومين الماضيين. ويأتي هذا في الوقت الذي لجأت فيه المعارضة السورية للطريقة الليبية واليمنية بالتظاهر أمام الجامعة العربية، مستنجدة بأمينها العام عمرو موسى وتسليم رسائل له تحثه على اتخاذ موقف من النظام السوري. ودعت الحركة الرئيسية لحقوق الإنسان في سوريا، جامعة الدول العربية إلى فرض عقوبات على نظام بشار الأسد، فيما أوضحت أن عدد قتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل أقل من شهر وصل إلى 200 شهيد. وقالت جماعة إعلان دمشق في رسالتها لموسى إن ''انتفاضة سوريا تصرخ لسقوط 200 شهيد ومئات المصابين وعدد مماثل من الاعتقالات،''، مضيفة أن النظام يطلق العنان لقواته كي تحاصر المدن وتروع المدنيين في حين أن المحتجين في كل أنحاء سوريا يرددون هتافا واحدا هو ''سلمية.. سلمية''. كما طالبت الرسالة من الجامعة العربية فرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على النظام السوري الذي وصفته بأنه لا يزال الحارس الأمين لإرث الرئيس الراحل حافظ الأسد. وقالت المعارضة السورية في بيانها إن الرئيس بشار بشار رد على معارضيه بمزيج يجمع بين القوة، حيث أطلقت قواته الأمنية النار على متظاهرين عزل، حسبما ذكر شهود، ووعود غامضة لتخفيف القيود على الحريات مثل استبدال قانون الطوارئ بقانون لمكافحة الإرهاب. من ناحية أخرى، دعت مجموعة ''يوم الغضب السوري'' التي أثارت موجة التظاهرات في سورية، إلى التظاهر مساء أمس في ''ثلاثاء الوفاء'' في ''كافة أنحاء سورية الحرة''، وذلك وفاء ''لدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين'' كما قالت. وذكر نص الدعوة الذي نشر على صفحة الفيسبوك ''الثورة السورية ضد بشار الأسد'' على الانترنت أمس، ''سنخرج وفاء لكل الشهداء والمعتقلين ووفاء لمطالبنا السلمية التي انطلقت منذ اليوم الأول للثورة، سنخرج بعد السادسة مساء في كل المناطق والمحافظات السورية لنقول إننا مستمرون ولا مجال للعودة للوراء''. وأضافت الدعوة ''سنعلن وفائنا لدرعا وبانياس ودوما والمعضمية واللاذقية وكل المدن السورية اليوم سنقول دم الشهداء ما بيروح هباء''. وأشارت إلى أن ''ملامح قضيتنا واضحة للجميع، ثورة شعبية من الشعب والى الشعب مطالبها محقة ولا يختلف عليها شريف وطريقها السلمية وهدفها الحرية وسنصل لها رغم الظالمين''. وتشهد سوريا موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في عدة مدن منذ 15 مارس الماضي للمطالبة بإصلاحات، وإطلاق الحريات العامة وإلغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين. وأوقعت هذه التظاهرات عشرات القتلى والجرحى وبخاصة في درعا وبانياس ودوما خلال الأيام الأخيرة، حسب مصادر حقوقية.