نفى الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب المصري، أن يكون الإخوان قد سبق لهم التدخل في الشؤون الداخلية لتنظيمات سياسية أو جماعات حزبية في أي قطر من الأقطار العربية أو الإسلامية، ورفض الكتاتني التهم المنسوبة إلى الإخوان بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشيرا إلى احترام الإخوان المسلمين في مصر لسيادة الدول الأخرى كاحترامهم استقلالية التنظيمات السياسية وسيادة قرارها. وقال الكتاتني في حوار مع موقع ''إخوان أونلاين ''لم تثبت الأيام أن الإخوان قاموا بالتدخل في الشؤون الداخلية لأيٍّ من الدول أو حتى التدخل في النظام الداخلي لجماعةٍ ما في دولةٍ ما. وبصيغة التهوين أكد الكتاتني أن ''أقصى ما في الأمر لا يتجاوز حدود الإطار الشكلي لتنسيق المواقف بين الإخوان في القضايا المختلفة''. وأردف زعيم البرلمانيين الإخوانيين في مصر متحدثا عن المنتسبين إلى مدرسة البنا في باقي الأصقاع، مؤكدا أن هؤلاء الإسلاميين ملتزمون بالشرعية والعلنية وما تمليه القوانين الناظمة للنشاط السياسي في أوطانهم، ذاكرا على سبيل التثمين مثال الجزائر من خلال'' مشاركة حمس في الحكومة''. وبصيغة الإشادة، استشهد المتحدث ''بشراكة حمس في التحالف الرئاسي''، قائلا في هذا الشأن ''الإخوان منتشرون في كل البلاد والأقطار ويعملون وفق قوانين هذه الدول ولا يخرجون عليها، وهم في بعض الدول مشاركون في الحكومة، كما هو الحال في الجزائر، بل إنهم شركاء في الائتلاف الرئاسي هناك''. وتأسيسا لما سبق، واصل القيادي في صفوف الإخوان وعضو مكتب الإرشاد العالمي حديثه عن ''شرعانية الإخوان'' والتزامهم القوانين مؤكدا بالقول ''الإخوان منتشرون في كل البلاد والأقطار ويعملون وفق قوانين هذه الدول ولا يخرجون عليها'' تنصيصا على أن الخروج عن القانون ليس من ثقافة وسلوك التنظيم الذي بناه حسن البنا. وانتقل الكتاتني الذي تعرض لمضايقات أمنية في بلاده على خلفية ظهور ما يسمى بوثيقة إسطنبول التي كشفت عنها صحيفة ''روز اليوسف'' المصرية مؤخرا، ليتحدث عن التنسيق والعلاقة مع الإسلاميين في العالم، مؤكدا أن ذالك ''ليس عيبًا تتوارى عنه الجماعة أو تخاف منه، كما أنه ليس محرَّمًا أو مجرمًا في القانون الدولي، لأنه يتم في النور وفي إطار التقاليد وعلى معرفةٍ من هذه الدول''. ومن خلال القراءة الأولية لما صرح به عميد نواب الإخوان المسلمين في المجلس النيابي المصري، حول علاقة الإخوان المسلمين بالتنظيمات الأخرى المنتمية إلى مدرسة الوسطية والاعتدال التي وضع أسسها البنا، يتبين أنها جاءت مغزولة بنفس المغزل الذي غزلت به تصريحات أبو الفتوح بشأن فلسفة مدرسة الإخوان المسلمين وعلاقتها بباقي المنتسبين إلى هذه المدرسة في الأقطار العربية والإسلامية الأخرى، وعلى هذه الفلسفة ينبغي أن تفسر مواقف المرشد العام للإخوان المسلمين الشيخ مهدي عاكف خاصة تلك المتعلقة بحركة مجتمع السلم. كما يأتي ما أفاد به الكتاتني من إيضاحات لتؤسس لرؤية ''جديدة'' تمكن الإخوان من استيعاب تحولات الجغرافيا والتاريخ خاصة مع إعلان عاكف اعتزام تخليه عن منصب المرشد العام مطلع العام القادم.