امتعض سكان حي عين النعجة القديمة من المعاناة وجملة المشاكل التي عانوا منها منذ سنوات خلت ولازالوا لحد اليوم يتعايشون معها، وذلك في ظل غياب أدنى متطلبات الحياة الكريمة، وكذا عدم اهتمام أو التفاتة الجهات المعنية لهذا الحي الذين تتم مناشدتهم في كل مرة، حسب ما صرح به سكان هذا الحي القديم· هذا وقد أكد العديد من قاطني الحي بأنهم بأمس الحاجة إلى التفاتة من السلطات المحلية وذلك عن طريق برمجة عدة مشاريع تنموية خاصة بالمنطقة، لأن حيهم هذا يفتقر إلى مثل هذه العملية، وعلى رأسها إيجاد حل لمشكل قنوات الصرف الصحي التي باتت تشكل مشكلا كبيرا لسكان الحي· واشتكى قاطنو الحي أيضا من عدم تزويدهم بالغاز الطبيعي منذ فترة طويلة، فضلا عن مشكل الإنارة العمومية، ومشكل الاكتظاظ الذي تشهده إكماليات وابتدائيات الحي، زد على ذلك غياب قنوات الصرف الصحي التي زادت من مأساة هؤلاء المواطنين·
في السياق ذاته صرحت رئيسة بلدية جسر قسنطينة فبركاهم منانيف فيما يخص مشكل قنوات الصرف الصحي، أن ذلك يرجع إلى أن أغلب الأراضي هي ملك للخواص فلا يمكن اتخاذ أي قرار أو خطوة دون الرجوع إلى الجهات المعنية بالأمر أو مالكي هذه الأراضي· كما أنه ليس من السهل تدخل البلدية في الأمر واتخاذ أي قرارات· لذا فمن الضروري القيام بدراسات من اجل إيجاد حل لمشكل قنوات الصرف الصحي وذلك لإنهاء معاناة السكان، خاصة في فصل الصيف، حيث تكثر الروائح الكريهة وانتشار الحشرات السامة·
·· وغياب الغاز الطبيعي زاد من استيائهم
كما أن سكان الحي يعانون من مشكل آخر والمتعلق بالغاز الطبيعي، فعدم تزويد السكان به زاد من معاناتهم اليومية، حيث تعاني العائلات القاطنة بالحي من انعدام غاز المدينة منذ فترة طويلة، فمعاناة السكان في هذه الحالة تعرف تفاقما لا مثيل له·
وعلى هذا الأساس جدد قاطنو حي عين النعجة القديمة مطلبهم للسلطات المحلية وكذا شركة توزيع الكهرباء والغاز الطبيعي، الرامي إلى التعجيل في ربط حيهم السكني بغاز المدينة بعد حرمانهم من هذه المادة الحيوية والأساسية منذ سنوات، حيث يضطرون في كل فترة إلى الاستعانة بقارورات غاز البوتان من أجل تلبية حاجتهم المتزايدة لهذه المادة، الأمر الذي كلفهم أعباء ومصاريف إضافية هم في غنى عنها خاصة بالنسبة للعائلات المحدودة الدخل والتي أفرغت هذه الطلبات المتزايدة لجيبهم· كما أن عناء إيصال هذه القارورات إلى مقر سكناهم زاد من استيائهم وتعبهم·
وعليه عبر السكان عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء المعاناة اليومية التي يعيشونها دون انقطاع والتي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، بسبب حالة الإرهاق والتعب التي يواجهونها بصفة يومية أثناء رحلة بحثهم عن قارورات غاز البوتان، وذلك من خلال قطعهم لمسافات طويلة ذهابا إلى الأحياء المجاورة من أجل الظفر بقارورة واحدة من الغاز على الأقل، والتي يتراوح سعرها بين 1000 دينار جزائري و1200 دينار جزائري، خاصة وأن سكان الحي يعانون الأمرين خلال فصل الشتاء بسبب افتقارهم لهذه المادة الأكثر من ضروري تواجدها بالمنطقة، وهذا في ظل البرودة الشديدة والرطوبة العالية التي تعرفها المنطقة والتي تنعكس بشكل أكبر على فئة الأطفال الصغار وكبار السن·
وفي إشارة لبعض السكان أنهم قد اتصلوا في العديد من المرات بمسؤولي مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز من أجل رفع حالة الغبن عنهم، خاصة وأن الحي به كثافة سكانية معتبرة· وبالتالي فإن طلبهم لهذه المادة في تزايد مستمر· وفي ردها على هذا الانشغال أكدت رئيسة بلدية جسر قسنطينة بأن البلدية بخصوص هذا الموضوع تحديدا، أجرت عدة دراسات، كما قامت بتحضير جدول أعمال للانطلاق في الأشغال في القريب العاجل وحل مشكل الغاز الطبيعي، فضلا عن ذلك وجود مشكل الإنارة العمومية، وكذا عدم وجود ممهلات في الطرق زاد من صعوبة عملية التنقل للبلديات المجاورة، إذ اشتكى مواطنو الحي من مشكل عدم وجود ممهلات في الطرقات التي تسهل عملية التنقل· وفي هذا السياق أكدت رئيسة بلدية جسر قسنطينة أن الجهات المعنية درست هذا المشكل وعملت على حله عبر تحديد المواقع التي يجب أن توضع فيها ممهلات دون غيرها من الطرق، وذلك بالتنسيق مع مديرية النقل والمواصلات·
مشاكل بيداغوجية تواجه السكان
كما انتهز سكان الحي الفرصة لطرح انشغالهم، خاصة على مستوى المدارس التي تشهد اكتظاظا على مستواها كمدرسة فبابا قويدرف، في ظل الكثافة السكانية الكبيرة التي تعرفها المنطقة، فضلا عن كون المنطقة هي الأقرب إلى منطقة عين المالحة· وبالتالي فإن مشكل الاكتظاظ زاد على مستوى مدارسها المحدودة· وفي هذا الموضوع تحديدا أكدت رئيسة البلدية أن منطقة عين المالحة بها مدرسة متكونة من 12 قسما· كما أن هناك مشروع مدرستين ب 12 قسما بها سكن وظيفي من أجل تخفيف الضغط عن باقي المدارس الأخرى بالمنطقة إذ تم البدء في أشغال إنجاز إحدى المدرستين حاليا، فهناك مشروع آخر لإكمالية جديدة بحي عين المالحة بهدف امتصاص الاكتظاظ بمدارس المنطقة التي حولت العديد من التلاميذ إلى مدارس البلديات المجاورة التي تبعد عدة كيلومترات عن مقر سكناهم·