لا يزال مرضى القصور الكلوي عبر مصحات ولاية باتنة وكبريات دوائرها يكابدون معاناة لا تنتهي رغم شكاويهم المتكررة إلى القائمين على المستشفيات أو مديرية الصحة بالولاية، إلا أن ذلك لم يجد نفعا· ورغم أن الحالة الصحية لهؤلاء لا تسمح لهم بالقيام بالحركات الاحتجاجية المعروفة والتي أصبحت السمة البارزة والطريقة الأسرع حسب القائمين بها لإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية، إلا أن ذلك لم يمنع أزيد من ستين مريضا بمستشفى دائرة نفاوس نهار أمس من الاعتصام أمام إدارة المستشفى في خطوة تصعيدية سبقت الكثير من الملاحظات والمناشدات لتجديد وسائل العلاج خاصة آلات التصفية التي أصابها القدم والاهتراء وأصبحت هي الأخرى مريضة ولا يمكنها تقديم العلاج لبقية المرضى، ويؤكد المحتجون أن عدد هذه الآلات غير كاف أصلا لتقديم الخدمات للعدد المتزايد منهم، فضلا عن أنها قديمة وتستدعي الصيانة بصفة يومية تقريبا وهي تتوقف في أي وقت لتضع حياة المرضى في خطر حقيقي نظرا لضرورة عمليات التصفية بالنسبة لمريض القصور· في السياق ذاته أقر مدير المستشفى طلبات المرضى وأكد أن الأمر رفع أمام الجهات المعنية التي وعدت بدخول آلات تصفية جديدة على مستشفى نفاوس خلال الأيام القليلة القادمة وصرح بدوره أن تقنيو صيانة هذه الآلات يحضرون إلى المستشفى يوميا لإصلاح أعطابها المتكررة، ما يعني أنها لم تعد صالحة للاستعمال، وقد تفرق المحتجون من أمام إدارة المستشفى على أمل أن تصدق وعودها وتخلصهم من معاناة طال أمدها· ··· وندرة الأدوية مشكل آخر
وإضافة إلى مشكل آلات التصفية المعطلة فإن هذه الفئة تعاني منذ ثمانية أشهر من نقص فادح في الأدوية وتردي الخدمات الطبية المقدمة لهم في المصحات الخاصة التي حولوا إليها مؤخرا من المستشفى الجامعي بباتنة، حيث يؤكد الكثير منهم أن وضعهم زاد تعقيدا منذ أن غادروا المستشفى، حيث لا يجدون في العيادات الخاصة المناوبة الطبية اللازمة لما تتطلبه طبيعة المرض نظرا لنقص الممرضين والأعوان الطبيين الذين لا يغطون احتياجات 90 مصابا بالداء في الولاية، ويؤكد المرضى أنهم رفعوا شكاوى كثيرة إلى مديرية الصحة بالولاية دون أن يتلقوا ردودا واضحة وقد طالبوا بتوفير الأدوية والرعاية الطبية اللازمة، واعتبروا أن استمرار الوضع يرهن حياتهم خصوصا أن الكثير من ذوي المرضى لا يفلحون في الحصول على الدواء بالطرق الخاصة نظرا لارتفاع تكلفته وعدم توافره بالكميات المطلوبة·
المرضى يطالبون ببعث نشاط جمعيتهم
كشفت مصادر طبية بباتنة خلال إحياء اليوم العالمي لمرضى القصور الكلوي، أن الولاية تحتل المرتبة الثانية وطنيا من حيث عدد المصابين بالداء البالغ عددهم 497 شخصا من فئات عمرية مختلفة يتعايشون بصفة منتظمة مع جلسات تصفية الكلى وتكاليف العلاج المرتفعة والمقدرة في المتوسط ب 180 مليون سنتيم سنويا للمريض الواحد، والتي تشكل هاجسا للمرضى غير المستفيدين من مجانية العلاج عن طريق الضمان الاجتماعي، كما يأمل المصابون بإيجاد حلول تمكنهم من إجراء عمليات زرع الكلى، والتخلص من المعاناة ورغم اعتراف الكثير منهم بتطور علاج القصور الكلوي بالجزائر مقارنة بعهد سابق، فإنهم قلقون بشأن عمليات زرع الكلى وقلة إجرائها بالمستشفيات الجزائرية لأسباب مختلفة، وما يزيدئمن متاعب مرضى القصور الكلوي بباتنة هو غيابئالأطباء المختصين والتلاعب بالقانون المنظم لنقل المرضى إلى مراكز التصفية من قبل الناقلين المتعاقدين مع الضمان الاجتماعي لهذا الغرض، وقد طالب المتضررون من المرضى مديرية الصحة بالولاية بإعادة بعث النشاط في مكتب الجمعية المجمد من طرف الجهة نفسها منذ مدة طويلة عانى خلالها المرضى من غياب هيئة تطالب بحقوقهم المهضومة لدى مصالح الضمان الاجتماعي وبعض المراكز الصحية·
1,5 مليون جزائري مهدّدون بالقصور الكلوي
ناقش المتدخلون في الملتقى الوطني حول القصور الكلوي المنظم مؤخرا من طرف المؤسسة الصحية ”آريس” بباتنة، واقع المصابين بالداء في الجزائر وعجز المستشفيات الجزائرية عن الرعاية الصحية التامة للأعداد المتزايدة منهم، حيث يسجل أكثر من 13 ألف ومائتي مصاب جديد سنويا بفئات عمرية مختلفة· كما شددوا على ضرورة وضع استراتيجية وقائية ناجعة تحد من زحف المرض ورسكلة وسائل التكفل الطبي بالمرضى، علما أن القصور الكلوي من أعلى الأمراض تكلفة في العلاج وتوجه إليه نسبة 10 بالمئة من ميزانية قطاع الصحة مع أن نسبة المرضى التي تلجأ إلى عمليات الزرع لا تتعدى الستة بالمئة وتبقى هذه العمليات نادرة جدا وغير متوافرة الأسباب بالنظر إلى العدد الكبير من المحتاجين إليها والذين يجبر 96 بالمئة منهم على التعايش مع أجهزة التصفية بصفة دورية، وبين الدكاترة الحاضرون أن أمراضا أخرى تعد مسببات رئيسية لداء القصور الكلوي مثل السكري وضغط الدم، حيث إن هناك ما يقارب المليون ونصف جزائري معرضون للداء لإصابتهم بأحد هذين المرضين سيما الفئة العمرية بين 40 و49 سنة