تميّزت مداخلات نواب الغرفة الأولى، في اليوم الرابع من جلسات مناقشة مخطط عمل الحكومة، بالإغراق في الشؤون المحلية.ولم تكد أي من المداخلات تخلو من مطالب تنموية تخص الولايات التي ينحدر منها النواب. أكثر من هذا استغل عدد من النواب فرصة البث التلفزيوني المباشر لتدخلاتهم للتقدم بالتهاني إلى فرق كروية محلية تلعب في الأقسام الدنيا. ولم تأت باقي المداخلات التي تناولت مخطط عمل الحكومة بجديد، بعد أن تم التطرق إلى معظم تفاصيله في الأيام الثلاثة الأولى. وهذا في انتظار جلسات نهار اليوم، التي ستشهد مداخلات رؤساء الكتل البرلمانية، من بينهم الأمينة العامة لحزب العمال التي يتوقع أن تلقي مداخلة ''نارية''، تتطرق خلالها إلى قضية التجوال السياسي التي باتت تمثل خط تماس بينها وبين رئيس المجلس عبد العزيز زياري. وقبلها ينتظر تدخل نائب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية نور الدين آيت حمودة، نجل الشهيد عميروش، الذي أثار جدلا كبيرا بتشكيكه في تعداد شهداء ثورة التحرير، من تحت قبة البرلمان في شهر ديسمبر المنصرم. وذكرت مصادر من كتلة الأرسيدي أن آيت حمودة ينوي استغلال فرصة تدخله ليوجّه انتقادات حادة، على المباشر إلى عدد من كبار المسؤولين، على رأسهم زيّاري، أويحيى وبلخادم. وهو ما قد يقابل بردود فعل غاضبة من نواب أحزاب التحالف، وينذر بوقوع مناوشات بينهم وبين نواب الأرسيدي. وتجدر الإشارة إلى أن نائب الأرسيدي محمد خندق، لم يتوان أمس في مهاجمة أعضاء الحكومة الحاضرين بالبرلمان، حين توّجه إليهم بالقول ''إنكم تملكون الإمكانيات للعلاج بالخارج، ولستم معنيين بمشاكل المواطنين''، وهذا في معرض حديثه عن واقع قطاع الصحة بالجزائر. من جهة ثانية، دعا نائب الجبهة الوطنية الجزائرية، فتح الله شعباني، إلى تشديد العقوبات في حق مرتكبي المخالفات المرورية، واقترح التخلي عن اللجوء إلى سحب رخصة السياقة، ''لأن العمل بهذا الإجراء زاد في تفشي الرشوة والبيروقراطية''، مقترحا الاستعاضة عنه بنظام التنقيط. كما اقترح فتح الله استحداث وزارة ل''الكوارث الكبرى''، تتولى تسيير وتنسيق الجهود عند وقوعها. أما نائب حمس وزين الدين بن مدخن فقد دعا الحكومة إلى مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية. بدوره دافع خير الدين بعلي من الأفلان عن إقرار إجبارية تعريب الوثائق في التقاضي، مثلما نص على ذلك قانون الإجراءات المدنية والإدارية، وردّ على منتقدي هذه الخطوة بالقول إن الأمر ''يخص هوية شعبنا ولا يمكن التساهل معها أبدا''. فيما نبّه زميله من كتلة الأفلان أحمد جلّوط، إلى ما يتهدد حملة الحصاد والدرس، بسبب قلة عدد آلات الحصاد على المستوى الوطني وكذا قلة ورشات التصليح المتنقلة. كما دعا جلّوط إلى تعميم استخدام الطاقة الشمسية في قطاعي الفلاحة والصناعة. هذا، ويحتمل أن يحتدم النقاش خلال تدخل رؤساء الكتل البرلمانية وفي مقدمتهم الأمينة العامة لحزب العمال، التي توعدت من هاجموها ومن انتقدوا بشدة مرافعاتها الساخنة من أجل حل البرلمان، وقد توعدت حنون رئيس المجلس الشعبي الوطني، بمواجهة ساخنة قبل أن تهدئ من روعها قليلا، بإرسال إشارات تقارب إلى الوزير الأول، معتبرة مخطط عمله بالجدير بالإهتمام. مؤكدة في تدخل لها أمام مؤتمر منظمة الشباب المنضوية تحت لواء حزبها، بأن المخطط يحمل مؤشرات إيجابية يجدر التنويه بها، كونها تبعث على التفاؤل حسب لويزة حنون. سيما ما تعلق بالاستثمار، التحفيزات الجبائية من أجل خلق مناصب شغل وتنظيم سوق العمل. هذا، ويرد الوزير الأول غدا على انشغالات النواب وتدخلاتهم.