انتقد الوزير الأول الطريقة التي تعامل بها نواب التجمع من أجل الثقافة الديمقراطية مع مخطط عمل الحكومة، حيث وصف مداخلات كتلة الأرسيدي عموما بأنها "محاكمة سياسية"، قائلا بأن الجزائريين تعبوا من المزايدات والعنف والعراقيل، واعتبر أن أحسن ردّ على هؤلاء هو ما سجلته ولايتا تيزي وزو وبجاية من نتائج في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. بالقدر الذي التزم فيه الوزير الأول بالأخذ في الحسبان لكل "الانشغالات البناءة" التي رفعها عدد كبير من نواب المجلس الشعبي الوطني خلال خمسة أيام من مناقشة مخطط عمل الحكومة للخماسي المقبل، بالقدر الذي رفض فيه الرد على تساؤلات أخرى لم يتوان في وصفها بأنها لا تخرج عن إطار "المحاكمة السياسية"، وإن كان أويحيى لم يذكر الأرسيدي بالاسم فإنه ترك الانطباع بأن الكلام موجّه إلى نوابه بالغرفة السفلى للبرلمان. وعلى هذا الأساس حرص أحمد أويحيى أن يبدأ ردّه على انشغالات النواب من هذه النقطة التي قال إنه من موقعه يتحدّث باسم الحكومة الجزائرية لا يمكن له أن يردّ على تلك الاتهامات خاصة لدى تأكيده أن الجمهورية الجزائرية تعترف فقط بالمعارضة التي تتحمّل مسؤولياتها السياسية، أما السبب الثاني الذي جعله يتمسك بقرار رفض الرد على الأرسيدي فيتعلق بأن "النقاش نقل على المباشر على شاشة التلفزيون وكان فيه المجال للرأي والرأي الآخر ويبقى للشعب وحده أن يحكم". ورغم ذلك فإن الوزير الأوّل لم يفوّت الفرصة لتمرير بعض الرسائل السياسية القويّة إلى نواب الأرسيدي الذين غاب رئيس حزبهم عن جلسة أمس مثلما كان الحال في جلسة عرض مخطط عمل الحكومة، حيث أورد على هذا المستوى بأن الشعب تعب كثيرا من العنف والمزايدات "وهو واقف وقفة واحدة من الحدود إلى الحدود ومن الشرق إلى الغرب مع مسار المصالحة بمفهومها الشامل"، مؤكدا أيضا أنه "إضافة إلى موقف الجزائريين يوم 9 أفريل أخصّ بالذكر ولايتي تيزي وزو وبجاية اللتين تعبتا من العرقلة والمزايدة وقد دلّتا على هذا الموقف خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة". وسجل أويحيى كذلك أن السند الجوهري للنظام هو الأغلبية الصامتة التي أوضح "أننا نلقاها في كلما موعد انتخابي في الصناديق"، قبل أن يوضح في المقابل أن دور الحكومة يبقى في الأخير تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية "لتأكيد أن ثقة الشعب يوم 9 أفريل كانت في محلّها ولنصل بذلك إلى نتائج عملية في الميدان"، خاصّا بالذكر أن من الأهداف التي وضعتها الحكومة نصب عينيها هو الوصول إلى تعدّدية ديمقراطية يكون فيها الصراع بين الأفكار والبرامج.