أسرت صخرة مثقفة لصديقتها الصخرة غير المثقفة، قالت: بدت لي اليوم شوارع العاصمة على غير عادتها..إذ شعرت بتيه لم يجتحن منذ أمد بعيد وأنا أتصفح الشوارع بحثا عن صور الرموز الثقافية في عاصمتنا التي كانت ولازالت عاصمة للثقافة العربية وحتى العالمية..، فقالت صديقة الصخرة: وما مرد هذا التيه يا صديقتي المثقفة؟. أجابت الصخرة: لست أدري لكن أسماء الشوارع لم تعد تعجبني... ردت صديقة الصخرة: فإذن يستحسن تسمية شارع ديدوش مراد بشارع يوسف شقرا، وشارع رضا حوحو بشارع الطاهر وطار،و 21شارع عبد القادر عولمي بدل شارع الشهداء، وهضبة خليدة بدل هضبة العناصر واستبدال تمثال الشيخ الحمال في تافورة بالعاصمة بتمثال لواسيني الأعرج لأنه تعب كثيرا وأتعب الزمان قلبه، أما تمثال الأمير عبد القادر فسنضيف له أسدا صغيرا يحرسه من السكارى وقطاع الطرق، وهلم جرا..، وهنا تنفرج أسارير الصخرة وترد على صديقتها، اقتراح مهم، لكن من أين تعرفين هذه الأسماء وأنت التي لاتجيد غير متابعة فضائح الفنانين!..، أجابت صديقة الصخرة: رأيت ذلك في حلم.. خبر غير مستغرب زار صديقان المتحف الوطني للفنون المعاصرة، الصديقان متشبعان جدا بالثقافة الكروية، ويحفظان كثيرا من ''الشعر'' الرياضي وينضمون قصائد عصماء لإلهاب حماس الأنصار وتشجيع فريقهم المفضل. الصديقان دخلا المتحف مشدودين بجمال فتاتين، وما همهما ذلك المعرض التشكيلي المنظم هناك، أو تلك التحف الفنية..، تظاهرا بمناقشة ألوان إحدى اللوحات..، مشيا قليلا كمن يقارن بين ''مساحة اللون الأسود بين لوحة ولوحة..''، استدارا.. قابلهما شكل رأياه غريبا..، سأل الصديق صديقه: ''واش معنتها هاذي الروشية؟!''..، النحاتة صاحبة التمثال كانت خلفهما تترصد أي سؤال..، كادت دموعها تنهمر لما استذكرت آلام ظهرها وهي تقف طويلا تشكل ذاك التمثال بأناملها..، خرجت الفتاتان..، خرج الصديقان .. خبر عاجل قليلا.. أعلنت معالي وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي في ندوة صحفية عقدت على هامش تدشين شيء ما، أن سنة الجزائر عاصمة للثقافة العربية لم ولن تنتهي..، كما سيستمر مشروع دعم الكتاب والمقروئية طوال سنة 2009لإنجاز ألف كتاب آخر، وأن المسرح راه مليح وفي أوج قوته. كما أن السينما الجزائرية تعيش عصرها الفولاذي، وأن اقتراح الصخرتين في محله وسيدرج في أجندة وزارة الثقافة للمشاريع الكبرى