تعرف ولاية تيزي وزو منذ القديم بمناظرها الخلابة وجمالها الطبيعي الساحر،إلى جانب حيازتها على عدة معالم أثرية امتزجت فيها ثقافة الرومان والأمازيغ بزمن الفتوحات الإسلامية. وتشتهر عاصمة جرجرة بعادات وتقاليد توارثها السكان أبًا عن جد، والتي لازالت تلفت انتباه الزوار. فزوار منطقة افرحونان، التي تبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 70 كلم سيلاحظ رسوخ عادة صعود الناس على صخرة "أزرو نطهور"، أي صخرة الظهر التي يبلغ ارتفاعها 1883م، ويرجع أهل المنطقة أسباب تعلقهم بهذه الصخرة لسببين اختلفت حولهما الأقاويل. فبعضهم يقول أن وليا صالحا كان يقطن الصخرة وقد دفن بها، وآخرون يشيرون إلى أنه خلال زمن مضى وبينما كانت النساء فوق الصخرة تحضرن طبق الكسكسي سقط الصحن وبه الكسكسي، من على الصخرة المرتفعة لكنه لم ينكسر بل ولم ينسكب منه الكسكسي. وانطلاقا من هذا المشهد أخذ سكان المنطقة يعتنون بهذه الصخر من خلال تنظيم "زردة" أو "وعدة" أو "تسبيثة" كما تعرف عند سكان منطقة القبائل. وتقام هذه التظاهرة مرتين في السنة ويذبح خلالها الخرفان والعجلان ويتضرع البعض لله عز وجل في ذلك المكان للشفاء من الأمراض أو طلبا للذرية الصالحة أو الزواج وغيرها من الأماني. ويقال حسب المتقدمين في السن أن هناك أمثلة حية تؤكد الإستجابة للأدعية مشيرين الى ضرورة الوفاء بالوعود. والجدير بالذكر أن هذه الصخرة العملاقة التي تعتبر قبلة السواح الوافدين الى الولاية والمتعطشين لاكتشاف عمق التراث بالمنطقة التي جمعت بين السهول والهضاب والجبال والبحر، وألهمت إلهام الشعراء وحرّكت أقلام الكتاب أمثال شريف خدام والباحث سي عمر بوليفة. كما تزخر منطقة القبائل بأماكن سياحية كبحيرات أولميم مرتفعات تالة يلاف وغيرها.