يعاني حي الزاوية الواقع على نحو 7 كيلومترات عن بلدية بوهارون، مشاكل عديدة جعلت السكان يثورون على هذا الوضع الذي يعيشونه منذ سنوات عديدة دون أن يسجل أي تحرك للمسؤولين المحليين الذين لم يزوروا الحي حسب شهادات السكان منذ الحملة الانتخابية الأخيرة التي أمطروا خلالها نزلاء الحي بوابل من الوعود التي تبخرت فور اعتلائهم سدة الحكم بالبلدية· في طريقنا إلى حي الزاوية الواقع بأعالي بلدية بوهارون شد انتباهنا الوضع الكارثي للطرقات التي تآكلت وتحفرت بشكل فضيع بات يعيق أصحاب السيارات والراجلين، على حد سواء· وعوض أن تقوم البلدية بترقيع ما يمكن ترقيعه حتى وإن اقتضى الأمر ملأ الحفر بالزفت، عمدت إلى إنجاز بعض الأرصفة بالقرب من سكنات أقارب أحد أعضاء المجلس البلدي وهو ما وقفنا عليه أثناء زيارتنا الميدانية لهذا الحي الذي طالب سكانه والي تيبازة بإيفاد لجنة تحقيق للوقوف على هذا الوضع الذي أثار موجة من الغضب والاستياء لدى جميع السكان الذين كانوا ينتظرون بشغف كبير إصلاح وضعية الطريق ليتفاجأوا بإنجاز أرصفة محدودة لصالح أقارب أحد أعضاء المجلس البلدي· سكان حي الزاوية اشتكوا من غياب المرافق الصحية، مما يجبرهم على التنقل إلى المراكز الاستشفائية المتواجدة ببوهارن وبباقي البلديات المجاورة لها بعد أن استغل المستوصف الوحيد الذي أنجز مطلع التسعينيات كمأوى للعديد من العائلات التي وجدناها أثناء زيارتنا للحي، أول أمس، بصدد إجراء توسيعات بالمستوصف الذي لم يحدث له وأن مارس نشاطه· وقد طالب محدثونا والي تيبازة بالتدخل لتفعيل دور هذا المستوصف الذي ذهبت الأموال التي صرفت عليه هباءً منثورا· كما اشتكى محدثونا من عدم توفر النقل المدرسي لأكثر من سبعين تلميذا بالطورين المتوسط والثانوي يزاولون دراستهم بالمؤسسات التربوية المتواجدة ببلدية بوهارون، حيث يضطر هؤلاء المتمدرسين إلى قطع مسافة 7 كلم يوميا مشيا على الأقدام ذهابا وإيابا في ظل عدم توفر وسائل النقل العمومي نتيجة عزوف الناقلين عن ممارسة نشاطهم عبر خط بوهارون الزاوية رغم امتلاكهم لرخصة استغلال هذا الخط من قبل مديرية النقل لولاية تيبازة، حيث عمد هؤلاء الناقلين إلى العمل عبر خط خميستي بوسماعيل وبوهارون مستغلين غياب الرقابة من طرف أعوان مديرية النقل الذين حمّلهم السكان مسؤولية عدم توفر النقل بخط الزاوية بوهارون، مما دفع بعض السكان وحتى التلاميذ إلى الاستعانة بطريقة فالستوبف· وحسب عدد من أولياء التلاميذ، فإن أبنائهم عادة ما يتوقفون عن الدراسة أثناء تساقط المطر· السكان وإلى جانب المشاكل السالفة الذكر، اشتكوا من غياب المياه الصالحة للشرب عن حنفياتهم التي تصلها خلال كل يوم جمعة لمدة لاتفوق عن الساعة رغم وقوع سكناتهم على بعد مرمى حجر عن خزان المياه وهي المفارقة العجيبة التي لم يتمكن السكان من هضمها، علاوة عن انعدام الإنارة العمومية وغيرها من المشاكل الأخرى التي لاتزال عالقة رغم وعود المسؤولين المحليين بحلها خلال الحملة الإنتخابية الأخيرة ومنذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا لم يزر الحي أي مسؤول حسب شهادات السكان الذين ناشدوا والي تيبازة تخصيص حيهم بمشاريع تنموية لرفع الغبن عن هذه العائلات التي تعاني الحرمان من أدنى مستلزمات العيش الكريم·