تدفق المصريون بشكل كثيف أمس، على مراكز الاقتراع في تسع محافظات لانتخاب أول برلمان بعد ”ثورة 25 يناير” وسط إجراءات أمنية مشددة وإشراف نحو عشرة آلاف قاض ومتابعة أكثر من ثمانية آلاف مراقب، وتعاون لجان شعبية مع قوات الجيش والشرطة لتسهيل دخول الناخبين إلى لجان الاقتراع· واصطف النساء والرجال في طوابير وصلت لمئات الأمتار في بعض المناطق لا سيما الشعبية التي تشهد تنافسا بين القوائم الحزبية والائتلافات إضافة للمرشحين على المقاعد الفردية· وأعرب الناخبون، الذين يحق ل16 مليونا منهم الاقتراع في المرحلة الأولى، عن سعادتهم الغامرة بالمشاركة لاختيار ”برلمان الثورة”، رغم الازدحام الشديد والطوابير الطويلة أمام مراكز الاقتراع· وتشهد العملية منافسة ساخنة بين الإسلاميين والقوى المدنية وفلول النظام السابق· وتجري المرحلة الأولي من هذه الانتخابات على مدى يومين في تسع محافظات هي القاهرة والإسكندرية وأسيوط والبحر الأحمر والأقصر والفيوم ودمياط وبورسعيد وكفر الشيخ، وتستمر عمليات الاقتراع حتى السابعة مساء· وقال شهود عيان إن الإدلاء بالأصوات انتظم في مراكز اقتراع في الموعد المحدد هو الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي لكنه تأخر في مراكز اقتراع أخرى، وأوضحوا أن عملية التصويت تشهد إقبالا كبيرا من الناخبين من مختلف الأعمار· وقبل بدء الاقتراع توقع محللون انتخابات نزيهة على خلاف الانتخابات التي كانت تجرى في السابق، لكن محللين آخرين قالوا إن ضعف الاستعدادات يجعل القضاء التام على أساليب الانتخابات السابقة يبدو بعيد المنال· ويشرف على الانتخابات حوالي 10 آلاف قاض ومتابعة نحو 8 آلاف مراقب· ويبلغ عدد الناخبين في محافظات المرحلة الأولى نحو 5,17 مليون ناخب يدلون بأصواتهم في 3294 مركزا انتخابيا وتستمر عمليات التصويت على مدى يومين من الثامنة صباحا وحتى السابعة مساء· ويتنافس في هذه المرحلة 3809 مرشحين في نظامي الفردي والقوائم على 168 مقعدا، منهم 2357 مرشحا على مقاعد الفردي البالغ عددها 56 و1452 على نظام القوائم البالغ عدد المقاعد المخصصة لها 112 مقعدا· وتهدف هذه الانتخابات الى اختيار أعضاء مجلس الشعب ال498 فيما يعين القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الدولة بحكم الأمر الواقع المشير محمد حسين طنطاوي عشرة آخرين· وفي ال 14 ديسمبر، تبدأ المرحلة الثانية من الانتخابات ثم المرحلة الثالثة في الثالث من جانفي، بينما من المقرر إعلان النتائج النهائية في ال 13 جانفي المقبل· من ناحية أخرى، نقلت صحيفة ”الشروق” المصرية في عددها الصادر أمس، عن مصادر وصفتها ب”العليمة”، قولها إن المرشح الرئاسي المحتمل محمد البرادعي رفض عرضا من المجلس العسكري بتشكيل مجلس استشاري يترأسه بنفسه وذلك لان وظيفة المجلس ”ستكون استشارية فقط”· ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من البرادعي قوله إن اللقاء الذي جمع أعضاء من المجلس العسكري واستمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة حمل تمسك المجلس بتشكيل حكومة برئاسة الدكتور كمال الجنزوري وحين اعترض البرادعي قال أعضاء المجلس ”إن لم يكن هو فمن تقترح؟” فأجاب البرادعي ”بأن معظم المبادرات تركزت بأنني الطرف المشترك في الاختيارات فكان الرد بأن الأخوان يرفضون ترشيحك”· ويضيف المصدر أن البرادعي قدم خلاله لقائه مع المجلس العسكري مقترحات عملية لإنعاش الاقتصاد المصري في المرحلة الراهنة وتجاوز الأزمة الحالية· وذكرت الصحيفة أن البرادعي كان قد اعتذر للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام عن حضور لقاء المجلس العسكري بممثلي الأحزاب والقوى الوطنية الذي عقد الأحد الماضي·