قدمت الحكومة الكويتية أمس، استقالتها إلى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح· وكانت وسائل إعلام محلية قد أوردت أن أمير الكويت سيترأس اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء يرجح أن يقبل على إثره استقالة الحكومة وحل مجلس الأمة، وذلك قبيل تظاهرة ضخمة دعت إليها المعارضة لإسقاط الحكومة· وقال النائب عن المعارضة الإسلامية خالد السلطان للصحافيين فور خروجه من مجلس الأمة إن ”الحكومة الكويتية قدمت استقالتها التي قبلها الأمير”، مضيفا ”نتوقع تعيين رئيس جديد للوزراء قبل أن يتم حل مجلس الأمة” من جهته، امتنع رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي عن التعليق حول الاستقالة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعود الإعلان عنه إلى الحكومة· ويسود التوتر السياسي الكويت منذ إطلاق نواب المعارضة حملة تطالب باستقالة حكومة الشيخ ناصر المحمد· وفي الأثناء، عقد مجلس الوزراء الكويتي صباح أمس، جلسة استثنائية برئاسة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وبحضور رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، وذلك بعد استقالة ثلاثة من الوزراء احتجاجا على التعامل الحكومي مع الأحداث التي تشهدها البلاد، خصوصا اعتقال مجموعة من المواطنين بتهمة اقتحامهم مجلس الأمة· ويتوقع المراقبون أن يتمخض الاجتماع عن قرارات هامة قد تفضي إلى استقالة الحكومة أو حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، أو كليهما معا· وينتظر رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح المستقيل، استجوابا في جلسة مجلس الأمة اليوم، حول ما يسمى قضية الإيداعات المليونية والتحويلات عبر وزارة الخارجية، والتي يتهم فيها الشيخ ناصر المحمد بتقديمه رشا لعدد من نواب البرلمان لاستمالتهم في اتخاذ قرارات تخدم الطرف الحكومي· وقد أكد الأمير صباح الأحمد الصباح مؤخرا عدم موافقته على استقالة رئيس الوزراء أو حل البرلمان، وهو ما جعل آلاف الكويتيين يحتشدون أمام ساحة الإرادة المقابلة لمبنى مجلس الأمة· من ناحية أخرى، تقود المعارضة الكويتية حملة لعزل رئيس الوزراء وحل مجلس الأمة، إثر فضيحة فساد تورط فيها نحو 15 نائبا· وتتهم المعارضة الشيخ ناصر بنقل ملايين الدولارات من الأموال العامة إلى حساباته المصرفية في الخارج، في حين نفت الحكومة الكويتية هذه الاتهامات بشكل قاطع· وتصاعدت الأزمة السياسية في الكويت خلال الأيام الأخيرة، على خلفية قيام آلاف المتظاهرين الكويتيين باقتحام مبنى مجلس الأمة في ال16 من الشهر الجاري، احتجاجا على ما وصفوه بأنه اعتداء من قوات الأمن على عدد منهم بالضرب بالهريّ لمنعهم من الوصول لمنزل رئيس الوزراء للمطالبة بعزله من منصبه، وتنظيم انتخابات برلمانية مبكرة·