تصاعدت معدلات جرائم سرقة السيارات والمنازل في العديد من أحياء الجهة الجنوبية لمدينة الشلف خلال الأيام القليلة الماضية، كما ارتفعتئنسبة الجريمة التي تمارسها عصابات منظمة تقوم باعتراض المواطنين وسلبهم ما بحوزتهم بالقوة تحت التهديد باستعمال سلاح أبيض، حيثئأعادت سلسلة الجرائم الأخيرة هذه الحديث مجددا عن ومسؤوليةئالمصالح الأمنية في استتباب الأمن وحماية المواطنين من خلال اتخاذ إجراءات وقائية وتدابير احترازية لازمة لاجتناب وقوع الجريمة، والتعامل الجدي مع شكاوى المواطنين التي يتقدمون بها إلى المصالح الأمنية والتي لا يلقى الكثير منها الاهتمام اللازم، ومضاعفة الدوريات الأمنية الوقائية، غير أنه رغم أهمية الإجراءات والتدابير الضبطية في حماية الحريات ومنع وقوع الجرائم، إلا أن الكثير من سكان أحياء الإخوة عباد، الحسنية، لالاعودة والديانسي يتحدثون بتحسر عن ضعف أو غياب شبه تام لدوريات الأمن عن أغلب الشوارع والأحياء وخصوصا الدوريات الراجلة التي صارت نادرة· فلا يكاد يمر يوم حتى يتم التبليغ عن سرقة سيارة أو محل سكني أو اعتداء على أحد المواطنين، الشيء الذي جعل سكان الأحياء يعبرون ل”البلاد” عن قلقهم الكبير إزاء هذائالوضع الأمني الذي يشهد فراغا مخيفا بحكم الغياب شبه التام لدوريات الأمن عن مثل هذه التجمعات السكنية، مما انعكس سلبا على راحتهمئوالطمأنينة بفعل المواجهات التي تشهدها بعض الأحياء بشكل يومي بين مجموعة من المتسكعين الذين يتخذون من الظلام الدامس فضاء خصبا لممارسة شتى أنواع الإدمان بعيدا عن أعين العناصر الأمنية، إلى جانب تنامي ظاهرة السطو على المنازل والسيارات النفعية، حيث تعرضت مؤخرا مجموعة منها لعمليات سطو خاصة المنازل بحي 500 مسكن ب”الديانسي” الذي بات عرضة بين الفينة والأخرى لاعتداءات إجرامية وبات يعرف لدى قاطنيه بأخطر النقط السوداء بالمدينة، أو يصنفونه في خانة المغامرة، لاسيما حين يرخي الليل سدوله، ويعم الظلام المكان، بفعل نشاط المنحرفين من ذوي السوابق· يقول محمد (34 سنة) ”إنني دائما أعيش على وقع الخوف والرعب، حين أركن سيارتي في الحي، وشق طريقي إلى حي المسيرة عبر طريق العلامة، خاصة أن العديد من أبناء الحي سبق أن تعرضوا للسرقة وضاعت مملتكاتهم في وضح النهار”· بعض الأسر القاطنة بهذا الحي أضحت تتربص بأي فرصة تمكنها من الرحيل بعيدا إلى مكان أكثر أمنا واستقرارا· وتشير تصريحات مستقاة من عين المكان إلى أن عصابة إجرامية اقتحمت أكثر من 6 منازل في أقل من أسبوع·
وتكشف ربة بيت (52 سنة) أن فكرة الرحيل باتت تؤرق بال أفراد أسرتها، خاصة أن الحي بات يعج بالسرقة في غياب دوريات أمنية لوقف الإجرام، فوجود مثل هذه البيئة غير الصالحة، توضح المتحدثة، يصعب مهمة تربية الأبناء، ويجعل الآباء يعيشون حالة قلق دائم· يقول شباب هذا الحي إنه لا يكاد يمر يوم دون أن يتم تسجيل حوادث تهشيم نوافذ السيارات لاستهداف لواحقها، والاعتداء على المارة بمختلف الأسلحة البيضاء، ناهيك عن السطو على المنازل الواقعة في الطوابق العليا· وتؤكد المصادر ذاتها أن ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء منها خناجر وسيوف أضحت متفشية بشكل كبير بالضاحية الجنوبية، إلى درجة أن بعضا ممن يحوزها لا يتورع عن إشهارها لأتفه الأسباب، ناشرا بذلك الرعب بين أوساط المواطنين، مضيفين أن الخطر الأكبر هو أن بعض العصابات طورت أساليبها وإمكانياتها، وأصبحت تصطحب معها كلاب ”البيتبول” المحظورة أثناء تنفيذ عملياتها الإجرامية لإجبار الضحايا على الاستسلام والخضوع لرغبات عناصرها·