عكاظية الشعر العربي التي احتضنها فندق الشيراطون في العاصمة وكان موضوعها القدس كان ختامها صفعا! فقد قام شاعر يدعى عادل صياد بصفع آخر يدعى مفتي بشير..ويكون عمنا احميدة العياشي قد نجا منها بأعجوبة! منتظر الزايدي، الصحفي العراقي ضرب بوش السيء الذكر بفردتي حذاء أدخلته التاريخ. ويمكن بسهولة فهم الأسباب التي أدت به ليفعل ذلك، فرامبو أمريكا الذي احتل بلده وشرد شعبه جاء في يوم الاحتلال ليثني على عمله وهذا بعد أن أخرج العراق من وثنية صدام حسب زعمه لتدخل عدالة الحكيم والمالكي والشلبي ممن ركبوا الدبابة الأمريكية فاتحين غانمين! والذين نسجوا على منوال الزايدي كثيرون أيضا، بما فيها الوصول إلى حد تعليق الأحذية على طريقة وضع السلاح مع المحاربين، بمن فيهم الساسة والعامة اتباعا للمثل الأول. ولكن هذا العمل لم يشمل الشعراء بعد (الذين في البلاط وفنادق الخمس نجوم يهيمون) ويتغنون. وعندما يلطم شاعرنا صياد صاحبه واللطمة أشد من ضرب الصباط من حيث الوجع الذي تحدثه، وليس من حيث الرمزية، لأن الأولى كناية عن الحفرة والابتذال، لابد أن يكون صاحبنا قد أحس بأن شيطان الشعراء، قد أظلهم جميعا تقريبا بعد أن صاروا يتنافسون في المدح أمام حكام وأمراء ووزراء وولاة أمور، وينتظرون تكريما وجائزة. لو رآهم أو سمعهم ابليس نفسه لاقتنع -كما يقول أحمد مطر- مخاطبا خليلته باريس بأنه لن يدخله ربه النار مع هؤلاء القوم بعد أن راح الذوق وظل الشوق ولم يعد زمن المتنبي إلا مجرد ذكرى.