قال الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، الذي رشق الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بفردتي حذائه، إنه صور نفسه في الماضي وهو يتدرّب على رشق بوش بالحذاء وأن ابتسامة بوش "الباردة" أثارت حنقه. وأضاف الزيدي، أول أمس الخميس، في مُستهل محاكمته ببغداد لاتهامه بإهانة رئيس دولة أجنبي، أنه صور تدرّبه على قذف الحذاء بالفيديو قبل عامين وأنه تمنى أن يرشق بوش بالحذاء في الأردن لكنه لم يتمكّن من ذلك. وقال الزيدي، الذي رحّب منتقدو الغزو الأمريكي للعراق بما فعله والذي وصف بوش أيضا بأنه "كلب" أمام المحكمة، إنه اعترف بتصوير شريط الفيديو لتدرّبه على قذف الحذاء أثناء التحقيق معه بعد اعتقاله في المؤتمر الصحفي ببغداد. وقال الزيدي إنه اعترف بهذا الأمر أمام حرس رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بعدما تعرّض للضرب وبعدما تعرّض جسده لصدمات بالكهرباء. وأشار إلى أنه كان يخطط في الأصل إلى قذف بوش بالحذاء أثناء مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية عمان. لكن الزيدي، الذي خيم ما فعله على زيارة الرئيس الأمريكي السابق للعراق في ديسمبر، أصر على أنه لم يخطط للهجوم على بوش حينذاك. وأضاف أن ابتسامة بوش أثناء حديثه عن الإنجازات في العراق جعلته يفكر في أكثر من مليون عراقي قتلوا وفي انتهاك حرمة المساجد والمنازل واغتصاب النساء مما أثار حنقه. وقال الزيدي أمام لجنة مكونة من ثلاثة قضاة و25 محاميا توافدوا للدفاع عنه، إن بوش كان يتحدث وهو ينظر بابتسامة باردة لرئيس الوزراء العراقي. وأضاف أن بوش قال للمالكي إنه سيتناول العشاء معه. وقال إنه لم ير في الغرفة سوى بوش وأنه شعر بدماء الأبرياء تسيل تحت قدمي بوش الذي كان يبتسم ابتسامته الباردة كما لو كان جاء ليغسل يديه مما حدث في العراق في مأدبة وداع. وقال إنه بعد مقتل أكثر من مليون عراقي وبعد كل الدمار الاقتصادي والاجتماعي الذي حلّ بالعراق، فإنه شعر بأن بوش هو قاتل هؤلاء الأشخاص وأنه القاتل الرئيسي؛ وأضاف أن ذلك أثار حنقه فقذف بوش بالحذاء. وهتف الزيدي في وجه بوش عندئذ قائلا في هذه الواقعة وهو يلقي عليه بفردتي حذائه واحدة تلو الأخرى "هذه قبلة وداع يا كلب". وما إن بدأت المحاكمة أمام المحكمة الجنائية المركزية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد حتى أجّل القضاة القضية إلى يوم 12 مارس حتى تتمكّن من التأكد من أن بوش كان بالفعل في زيارة "رسمية" للعراق بصفته رئيس دولة. وعند ظهور الزيدي في المحكمة، أطلق أفراد أسرته، الذين كانون في انتظاره، الزغاريد وألقوا على كتفيه علم العراق. ويواجه الزيدي، 30 عاما، حكما بالسجن لمدة قد تصل إلى 15 عاما وهو محتجز منذ أكثر من شهرين. وأفلت بوش بخفة من فردة الحذاء الأولى كما ناور الثانية وقلّل من أهمية الواقعة فيما بعد. وقال إنه لم يكن ينوي قتل بوش لكنه أراد التعبير عمّا بداخله وما بداخل كل العراقيين من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وعن الكراهية التي يكنّا العراقيون لبوش.