صورة ح.م أثارت حادثة الصحفي العراقي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه مساء الأحد في بغداد ردود فعل تصب في معظمها في تقديم العذر للصحفي الذي لم يجد من وسيلة للانتقام من بوش الذي غزا بلاده ودمرها سوى ضربه بالحذاء أمام كاميرات العالم. * قد تصدرت الحادثة صدارة الصحف الصادرة نهار الاثنين في مختلف دول العالم. والملاحظ أن طريقة تناول الإعلام العراقي للحادثة تفاوتت بحسب الولاءات والتوجهات السياسية، فهناك صحف ومواقع وصفت الحادثة بالوقفة الرجولية الشجاعة للصحفي منتظر الزيدي الذي حول رأس الرئيس الأمريكي إلى ساحة لفردتي حذائه، لأن ما قام به غسل قلوب العراقيين بماء بارد وشفى صدورهم من الآلام التي كانت تغلي في صدورهم كما يغلي الحديد فى مراجل الانصهار من شده المعاناة التي سببها المجرم بوش لهم من جراء احتلاله، مثلما يقول موقع "أخبار البغدادية" على الانترنت. * كما كتب موقع آخر يقول "أن ما حصل لبوش في آخر زيارة له رسمية في تاريخه الرسمي هو انحناء واضح لبوش وأمريكا أمام حذاء عراقي.. لم ينحني بوش أمام قذيفة أو طلقة أو لغم.. بل انحنى أمام حذاء ..". * أما الصحف الحكومية فقد قللت من شأن الحادثة، حيث كتبت صحيفة "الصباح" تقول أن "طبيعة الحدث تعد تافهة وسخيفة، كونها لم توصل بلاغة السؤال الذي كان يفترض أن يظهره الصحفي العراقي بانتزاع إجابات مهمة عن السياقات المستقبلية للعلاقة العراقية الأمريكية واثر الزيارة في وقت يعيش فيه المناخ السياسي العراقي أسئلة مقلقة". * في حين تجاهلت صحف أخرى الواقعة واكتفت بذكر خبر زيارة بوش. ومن جهتها كبرى الصحف العربية ركزت على واقعة الصحفي العراقي، حيث كتب عبد الباري عطوان في "القدس العربي" يقول: أن "الصحافي العراقي الذي قذف الرئيس الأمريكي بالحذاء، وان اختلفنا معه في أسلوبه، إلا انه كان معبراً عن الأغلبية العراقية الصامتة المسحوقة التي اكتوت، وتكتوي من جراء تدهور أوضاع بلادها الأمنية والمعيشية، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا فرص عمل، في بلد يعتبر واحدا من أغنى الدول في العالم بثرواته الطبيعية وعقول أبنائه المبدعة..". * وقد علق الكاتب والصحفي المصري مصطفى بكري على الواقعة بمزح، حيث اعتبر أن إلقاء الحذاء على رئيس أقوى دولة في العالم ينبئ بأن الحرب العالمية المقبلة ستكون "بالأحذية". * ومن جهة أخرى، فقد عارض بعض الكتاب العرب سلوك الصحفي العراقي، معتبرين أنه لم "يكن حضاريا" * وبالنسبة للإعلام الأمريكي على وجه الخصوص، فقد أجمع على وصف الحادثة بأنها "أكبر إهانة" ودليل على "هشاشة الأمن الأمريكي" في العراق؛ "حيث تغلب الحذاء العراقي على جميع التحصينات والأسلحة الأمريكية التي أحاطت ببوش". واعتبرت "واشنطن بوست" أن بوش "ذاق برمية الحذاء بعضا من النقمة العارمة التي تغلي بها صدور العراقيين على احتلاله لبلدهم وممارسات الجيش الأمريكي هناك"..