شكل موضوع ” الإعلام العربي ما بعد الثورات الربيع العربي “ مساحة واسعة للنقاش بين الصحفيين العرب ، في العاصمة الاردنية عمان ، خلال المؤتمر الرابع لشبكة أريج للصحافة الاستقصائية الذي شاركت فيه ”البلاد ” ، وتدخل في المؤتمر عدد كبير من الصحفيين لطرح ابرز الانشغالات المرتبطة بمستقبل الصحافة العربية وخاصة الصحافة الاستقصائية على ضوء التغييرات التي طرأت في المجتمعات العربية ، وبروز دعائم الاتصال والشبكات الاجتماعية الجديدة . تحدث صحافيون عرب وخبراء في مجال الصحافة عن ترسبات حقبة ما قبل الربيع العربي،بعد مرور قرابة عام على اندلاع ثورات أطاحت بأربعة رؤساء وغيرت ملامح عدة أنظمة في المنطقة، واستعرض الصحفيون استمرار تأثيرات الرقابة الذاتية من عهد الانغلاق السابقة على الإعلام ولفتوا إلى أن الثورات لم تقتلعها كليا ، وقال الإعلامي التونسي علي إبراهيم انه يعتبر أن الانطلاقة الحقيقية للصحافة في تونس لم تبدأ بالفعل إلا عندما سقط نظام بن علي، برغم تأكيده عدم حدوث تغيير حقيقي في قيادات وسائل الإعلام، وبالتالي عدم وجود تتحرر كلي بعد من الخطوط التحريرية التي فرضتها الأنظمة السابقة لعقود في غرف التحرير، وأكد الصحفي التونسي أنه ” رغم أن العديد من صحفنا تعد مستقلة، إلا أن الأفكار والانتماءات الشخصية للقيادات ما زالت هي التي تقود العمل”. وتساءلت المديرة التنفيذية لشبكة “أريج” رنا الصباغ عن كيفية تعامل قطاع الإعلام معا التحول العربي بعد أن تعودت غالبية كوادره على الرقابة الذاتية ، بدءا برؤساء تحرير مرعوبين وانتهاء بجيش الصحافيين، الذين تأقلموا مع ظروفهم الواقعية لعقود وباتوا جزءا من أدوات الترويج لحكومات غير ديمقراطية وساعدوا على جلب ويلات حكم الفرد” ؟ وقال الصحافي المغربي أحمد بن شمسي، الأستاذ في جامعة ستانفورد في الولاياتالمتحدة، ومؤسس مجلتي “تيل كيل” و”نيشان” في المغرب أن “الديكتاتوريات العربية لم تمارس الرقابة بقدر ما دفعت الصحافيين إلى تبني الرقابة الذاتية، التي نمت وترسخت في داخلهم”، مشيرا الى أن ” مجال للحرية تم فتحه، ويبقى على الصحافيين حسن استخدامه”، واكد الصحفي اليمني و رئيس مركز التدريب الإعلامي والتنمية في العاصمة اليمنية صنعاء رشاد الشرعبي حاجحة الصحفيين العرب الى التدريب الحقيقي والنوعي ، وشدد ، رئيس وحدة التحقيقات الاستقصائية في شبكة “أريج” حتر أنه من الضروري تعميم الاحتكاك بين الإعلاميين العرب وزملائهم من مختلف أصقاع العالم، بهدف تبادل الأفكار ونقل الخبرات، من اجل صنع قيادات إعلامية عربية . وقالت الصحفية التونسية ريم سعودي أن الأنظمة السابقة كانت نجحت في ترسيخ ثقافة الرقابة الذاتية في نفوس الصحافيين. التحرر من تلك الحواجز وحق الحصول على المعلومة من أبرز التحديات أمام إعلاميي العالم العربي ما بعد التغيير، و أشارت الى ان تدفق المعلومات بزخم شديد بعد التغيير السياسي، لكنها اشتكت من أن الإعلاميين يفتقرون للتدريب والتقنيات اللازمة لإنجاز تحقيقات استقصائية تكشف الحقائق وتساهم في النهوض بمستوى حياة المجتمعات. كما أتيحت الفرصة لصحيفة ” البلادج ” في هذا المؤتمر للحديث عن التجربة المتفردة للصحافة الجزائرية التي حققت مساحة من الحرية ، وشرحت حاجة الصحفيين الجزائريين الى التواصل مع الفضاء الإعلامي العربي بشكل عام ، والحاجة الماسة الى التدريب وتطوير الأداء الإعلامي للصحفيين الجزائريين على المستوى التقني والأدبيات المهنية ، اضافة الى استمرار العمل على تكريس حق الصحفيين في الوصول الى المعلومة ، على ضوء قانون الاعلام الجديد الذي تجري مناقشته في البرلمان . مبعوثة البلاد الى عمان /فتيحة .ز