أعرب صحفيون جزائريون انتظموا خلال الفترة الممتدة من 27 سبتمبر إلى 1 أكتوبر الجاري في دورة تدريبية حول الصحافة الاستقصائية، عن استحسانهم للتدريب الذي ساهم في تطوير مهاراتهم في مجال فنيات التحرير ومعارفهم حول أخلاقيات المهنة. وأجمعوا في سياق متصل، أن تحقيق مسعى الاحترافية الذي تهدف إليه الدورات التدريبية، مرهون بضمان الحق في الوصول إلى مصادر المعلومات. وذكرت الصحفية "سميرة. م" من وكالة الأنباء الجزائرية، أن الدورة التدريبية استجابت لتطلعاتها، حيث مكنتها من تدارك بعض النقائص والاطلاع على أسس العمل الصحفي الاحترافي، وهو الأمر الذي لا يتيحه بالضرورة معهد الإعلام والاتصال، وكذا العمل في المؤسسات الإعلامية. واعتبر الصحفيون الذين تدربوا على يد المدرب الأردني يحيى شقير والأمريكي دانيال غليك (بالنسبة لصحفي الجرائد الناطقة بالفرنسية)، أن الدورة كانت في غاية الأهمية كونها ساهمت في التنبيه إلى أهم الأخطاء التي يقع فيها الصحفي غالبا، مما يؤدي إلى تغييب الدقة والموضوعية عن العمل الصحفي، وإلى السبل التي تسمح بإنجاز تحقيقات استقصائية تتميز بالمهنية. وقال السيد يحيى شقير، أن مثل هذه الدورات لا تعود بالفائدة على المدرب فحسب، إنما تكسب المدرب أيضا أفكارا جديدة، وتتيح له فرصة تبادل الخبرات مع المدربين. وشمل برنامج الدورة التدريبية التي نظمتها جريدتا "الخبر" و"الوطن" بالتنسيق مع هيئة الأبحاث والمبادلات الدولية (أيركس) بالمركز الدولي للصحافة، محاضرات حول أثر تحرير قطاع الصحافة في إحداث التغيير في المجتمعات. وبهذا الخصوص، اعتبر المدرب يحيى شقير أن أداء مختلف وسائل الإعلام لمهامها مرتبط بتحررها، باعتبار أن الدول الأقل فسادا في العالم هي الدول التي تبنت قانون حق الوصول إلى مصادر المعلومات وتتمتع باستقلالية الجهاز القضائي. مضيفا أن افتقار الدول العربية إلى هذا القانون جعل الحصول على المعلومات يتم من باب المنحة وليس من باب الحق. كما استفاد الصحفيون الذين ينتمون إلى14صحيفة عامة وخاصة، من معلومات حول سبل التقليل من التشويش في الرسالة الإعلامية، منها الالتزام بالدقة في المعلومات، عدم إقحام أحكام تقييمية في التقرير الإخباري، البحث عن القيمة المضافة الذي يقتضي تطوير إحدى فقرات الخبر المتحصل عليه وإعطائه تفسيرا، إضافة إلى ضرورة وضع خلفيات للمواضيع الصحفية. وكانت الدورة التدريبية فرصة لإطلاع الصحفيين المتدربين على أنجع السبل، لإنجاز التحقيق الاستقصائي، منها التقيد بمقولة : "دع غيرك يقوم بالمهمة الصعبة" والتي تستدعي الاتصال بكافة الخبراء الذين لهم علاقة بالموضوع محل التحقيق. وعلاوة على ذلك، تم التطرق إلى أخلاقيات المهنة في الصحافة، التي من شأنها تجنيب الصحفي ارتكاب جرائم السب والقذف. للإشارة، توجت الدورة التي تعد الثانية من نوعها، بتوزيع شهادات على الصحفيين المدربين. علما أنه تم تكليفهم بإنجاز تحقيقات استقصائية لتقييم مدى استيعابهم للمعلومات التي تلقوها خلال الدورة.