تؤكد العديد من المعلومات المتوفرة ل”البلاد”، أن هناك عشرات من العمال منهم، معلمون و أساتذة و إداريون بقطاع التربية لولاية الجلفة، يعيشون وضعية مهنية مزرية، جراء الأمراض المزمنة، التي تعرضوا لها خلال مسيرتهم العملية الممتدة لعقود من الزمن، ورغم الوضعية الحالية التي يتخبطون فيها، إلا أنهم يزاولون عملهم بشكل عادي، ويذهب المصدر ذاته، إلى التأكيد علىئأن هناك معلمين يعانون من أزمات نفسية، يتم التعامل معهم بخصوصية كبيرة من قبل إداراتهم، لا يزالون يقدون دروسا للتلاميذ، ومنهم من يدخل في نوبة هستيرية بشكل مفاجئ، الأمر الذي يجبر الإدارة على التدخل في كل مرة وإخراجه من حجرة الدراسة في وضعية مزرية، وتحدث تلاميذ ل”البلاد”، أنهم أضحوا مجبرين على التعايش مع ”هستيريا” معلمهم الذي تجاوز عقده الرابع في كل مرة، مؤكدين أنهم يسارعون إلى تبليغ الإدارة فور بداية هذه الأزمة· كما أنه يغمى عليه في بعض الأحيان داخل حجرة الدراسة أثناء تقديمه للدرس· بعض ممن هالهم الوضع بقطاع التربية بالجلفة، أكدوا على أن هناك حالات لا تعد ولا تحصى من هذا قبيل، الذين دخلوا في أزمات نفسية بعد مسيرة عقدين من العمل المتواصل، مشيرين إلى أن مديرية التربية في عهد التسيير السابق، على علم بالعديد من هذه الحالات، إلا أنها لم تتدخل في حينها، برغم وضعها في الصورة، مضيفين أن هناك أكثر من تقرير مرسل من قبل بعض إدارات المؤسسات التعليمية، يحتوي وضعا مشابها لما تم ذكره، لا تزال تواصل نشاطها التدريسي· وذكر مدير مؤسسة إبتدائية رفض الإشارة الى مؤسسته، أنه أجبر على التعامل مع وضعية مدرس لما يفوق عامين وإلى حد الساعة، حيث يدخل في ”هيستيريا” وصياح وصراخ ثم يغمى عليه في كل مرة ورغم مراسلته للوصاية للنظر في وضعيته، إلا أنه لا شيء تغير، مما أجبره على معاملته بشكل خاص، وطالب المصدر الذي تحدث ل”البلاد” بضرورة توفير مناصب مكيفة لمثل هذه الحالات في أقرب الآجال، مع العلم أن نقابة ”الأسانتيو” بالجلفة، راسلت المدير السابق للتربية وأكدت عليه تسوية وضعية العمال الذين يعانون من أمراض مهنية مزمنة بما يكفل لهم الكرامة والعيش الحسن، وذلك بتوفير مناصب مكيفة لهم مع الوضع الذي تسببت فيه مسيرتهم المهنية·