عرفت جلسات الملتقى الدولى حول مالك بن نبي واستشراف المستقبل المنعقد بتلمسان في إطار عاصمة الثقافة الإسلامية، جدلا واسعا بين الأساتذة المحاضرين والمشاركين في الملتقى، حيث تركز النقاش حول مفاهيم وأفكار مالك بن نبي المتعلقة بالقابلية للاستعمار وفكرة التغيير وكذا فكرة اللاعنف عند المفكر والتي حاول المحاضرون إسقاطها على الواقع العربي والحراك الإسلامي اليوم وتحليل الواقع المعيش للأمة من خلالها· شهية النقاش حول هده المفاهيم افتتحها والي ولاية تلمسان خلال كلمته الافتتاحية للمتقلى، التي ركز فيها على الموقف الجزائري، مما بات يعرف ب”الربيع العربي” وعلاقته بفكرة القابلية للاستعمار التي قال إنها تجسدت في هذه الثورات من خلال استنجاد الشعوب بالغرب للتدخل في الشأن الداخلي لبلدانها، متسائلا إن كانت الشعوب العربية والإسلامية قد استطاعت فهم أفكار الرجل والاستفادة منها، مؤكدا أن التغيير الداخلي واجب وحق للشعوب العربية، لكن من دون الاستعانة بالغريب· وانتقد بعض الأساتذة المحاضرين فكرة القابلية للاستعمار عند مالك بن نبي على اعتبار أن الشعوب العربية والإسلامية لن ترضى بالاستعمار وظلت تقارعه إلى غاية تحرير أراضيها منه وبالتالي فهي لم تكن قابلة له· فيما ذهب البعض الآخر وعلى رأسهم الدكتور ميلود عويمر من جامعة الجزائر إلى تفسير مفهوم القابلية للاستعمار عند مالك بن نبي بحصره فيما أسماه بتواطؤ بعض النخب في وطننا العربي وقبولها بالاستعمار وليس عموم الشعب الذي قال إنه كافح من أجل التحرر· مبعوث ”البلاد” إلى تلمسان محمد شارفي