أفادت مصادر مطلعة أن باريس تسعى لاستئناف المفاوضات مع جماعة أبو زيد المدعو السوفي لإطلاق سراح الرهينتين الفرنسيتين سيرج لازاريفيك، وفيليب فيردون، المختطفين في 24 نوفمبر الماضي بمالي، وأنها تبحث عن وسيط من خارج منطقة الساحل الإفريقي للتفاوض مع العناصر الإرهابية لإنقاذ رعاياها في ظل إصرار الجزائر على تطبيق مبدأ منع التفاوض مع الجماعات الإرهابية والضغط على مالي والنيجر بعدم الرضوخ لضغوطات باريس· وقال مصدر أمني ل”البلاد”، إن السلطات الفرنسية تسعى جاهدة منذ أيام لإقناع الجزائر بعدم عرقلة تفاوضها مع المجموعة التي خطفت رعاياها، والتي يعتقد أنها تنتمي إلى التنظيم· وذكرت المصادر ذاتها أن الرد الجزائري كان حاسما برفض اقتراح من هذا النوع، لأن ربط الاتصال مع الجماعة الخاطفة لا هدف له سوى بحث إمكانية دفع فدية مقابل إطلاق سراح الرهينة· وتفيد التقارير أن القاعدة تلجأ لاختطاف مواطنين غربيين في الصحراء الكبرى بغرض الحصول على فديات مالية تفيدها في تحركاتها وفي التسلح والعدة وكانت الجزائر دائما ترفض مبدأ دفع الفدية للجماعات الإرهابية وتناضل من أجل أن تضع حدا له، لأنها تعتبر ذلك شكلا من أشكال تمويل الإرهاب، كما أن دفع الفدية سيشجع على عمليات خطف أخرى وتسعى باريس جاهدة لإطلاق سراح الرهينة، بصرف النظر عن الطريقة أو الثمن المدفوع، لتوظيف ذلك داخليا وتخشى باريس من عواقب إقدام الخاطفين على تصفية الرهائن مثلما فعلوا مع الرهينة ميشال جيرمانو المختطف في مالي سنة .2009 وطرح وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون خلال زيارته للجزائر، الموضوع مع مسؤولين جزائريين من بينهم وزير الداخلية دحو ولد قابلية لكن الجزائر أخبرت باريس بعدم جدوى إقناعها بقبول التفاوض مع العناصر الإرهابية ورفضت الضغوطات التي تمارس ضد بلدان منطقة الساحل الإفريقي للتفاوض مكانها لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى جامعة أبو زيد الناشط بمنطقة الساحل في عمليات التهريب والاختطاف·