تبحث فرنسا عن وسيط يمكّنها من الاتصال بتنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' لبعث مفاوضات الإفراج عن رعاياها الخمسة المختطفين في النيجر قبل عشرة أيام· وذكرت مصادر من محيط الإليزيه أن فرنسا أبدت من حيث المبدأ استعدادها لدفع الفدية مقابل تحرير مواطنيها الخمسة المختطفين، فيما أغلقت أمامها الخيارات التفاوضية الأخرى، متجاهلة كعادتها اللائحة الأممية التي تقدمت بها الجزائر القاضية بمنع التفاوض مع الجماعات الإرهابية· وأكد وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران أن فرنسا ''تبحث في كيفية إقامة اتصال بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي ومعرفة مطالبه'' متجاهلا مبادرة الجزائر التي تبنتها الأممالمتحدة في اللائحة الأممية رقم 19/ 04 التي تجرم دفع الفدية للإرهابيين لإطلاق سراح الرعايا المختطفين، مستبعدا في الوقت الراهن اللجوء إلى خيار المواجهة العسكرية ضد هذا التنظيم لتحرير الرهائن الخمسة العاملين بشركة ''آريفا'' التي تشرف على استغلال منجم اليورانيوم الشهير في مدينة آرليت في شمالي النيجر، بعدما لجأت باريس إلى هذا الخيار في 22 جويلية الفارط من أجل تحرير ميشال جيرمانو إثر عملية عسكرية فرنسية موريتانية انتهت بإعدام الرعية الفرنسي، رغم أنه تم إرسال 85 عسكرياً من القوات الخاصة وخبراء في التصنت وطاقم ثلاث طائرات استطلاع إلى النيجر للقيام بمهمة رصد وتحديد مواقع الجماعة التي اختطفت الفرنسيين بعد العملية مباشرة· ويرى مراقبون للوضع أن باريس أبانت عن استعدادها لدفع الفدية لتنظيم القاعدة في الساحل الإفريقي للإفراج عن الرهائن الفرنسيين، لتتجنب كارثة إعدامهم في حال إقدامها على أي تدخل عسكري ضد التنظيم بعد التحذيرات التي قدمتها القاعدة لباريس، كما أن الموقف الفرنسي الذي يبين رغبة باريس في الدخول العاجل في مفاوضات مع القاعدة ''يشكل نقلة نوعية في الموقف الفرنسي الصريح بإجراء اتصال مع أبو مصعب عبد الودود بعدما رفضت على الدوام مبدأ إجراء أي مفاوضات أو مقايضة الرهائن بأي تنازلات سياسية أو الضغط على حكومات حليفة في تجمع الدول الساحل والصحراء لإطلاق سراح منتسبين لهذا التنظيم''، في وقت شددت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على تحذير فرنسا من أي محاولة للإفراج عن الفرنسيين الخمسة الذين تم خطفهم في النيجر في إطار ''الثأر'' الذي توعد به التنظيم فرنسا بعد عملية تحرير جيرمانو في 22 جويلية الفارط والتي قضي فيها على 6 من عناصر القاعدة·إلى ذلك أعلنت الشركة الفرنسية ''بوربون'' المتخصصة في النقل البحري نبأ اختطاف ثلاثة فرنسيين يعملون لصالحها في نيجيريا بعد مهاجمة سفينتهم من طرف عناصر مجهولة كانوا على متن قوارب صغيرة، وهي العملية التي اعتبرتها الخارجية الفرنسية بمثابة قرصنة بحرية، في وقت تنتظر إعلان القاعدة مسؤوليتها عن هذه العملية·