شكلت عملية زراعة الأسنان ثورة في عالم الطب الحديث، تطورت مع الوقت لتتيح حلولا علاجية بدل اتباع الطرق التقليدية لاستبدالها أو تجميلها بعمل التركيبات الثابتة أو المتحركة طبقا لما تقتضيه الحالة، الأمر الذي جعل البعض يعتبرها حاجة وضرورة ملحة لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها، في حين يعتبرها آخرون وسيلة كمالية مرتفعة الثمن وغير مضمونة النتائج·· وقد أكد الدكتور المختص في جراحة الأسنان وزرعها درامشي محمد سمير، في تصريح ل”البلاد”، أن زراعة الأسنان في الجزائر لا تزال في مراحلها الأولى في مجال جراحة وتجميل الأسنان وأن الغاية من الزراعة هي تعويض الأسنان المفقودة أو تجميلها وتأمين وظيفة المضغ واللفظ الجيد إضافة إلى توفير راحة نفسية للشخص·
كما أوضح المتحدث أن نجاح عملية الزرع ينطلق من التشخيص الجيد ووضع خطة معالجة صحيحة مبنية على أسس علمية متينة تأخد بعين الاعتبار حاجة المريض وشكواه وعمره وحالته الصحية ومدى قابليته للعلاج مع الاهتمام بالحالة العظمية واللثوية للفم والتقنيات والمواد المتوفرة، مؤكدا ضرورة مناقشة نوع التعويض للعلاج مع المريض وكلفته والمدة التي يحتاجها مع ضرورة الالتزام بمعالجة حالة الفم الصحية قبل البدء في الزرع ومتابعة الشخص بعد الزرع وتلافي الاختلاط التي قد يحدث· وفي هدا السياق، أكدت السيدة زكية التقتها ”البلاد” في إحدى العيادات بالعاصمة، أنها قامت بعملية زرع الأسنان مند أكثر من تسعة أشهر بالجزائر وأنه تم زرع أسنانها من مواد غير ملائمة مما أثر على صحتها حيث وقعت اسنانها المركبة بسبب تراخي في براغي الضرس المزروع مما تسبب في تراكم الأكل والجراثيم· كما أشارت إحدى الزبونات ”فتيحة”، إلى أن الابتسامة تعتبر جزءا من شخصية الإنسان وهي أول ما تقابل به الآخرين واكتمالها لا يكون دون أسنان سليمة، وأنه نتيجة لعملية الزرع الأولية للأسنان فقدت هذه الابتسامة حيث سقطت أسنانها إلى جانب عدم تمكنها من التحكم في مخارج الحروف· وفي الإطار، أوضحت السيدة نوال أنها خضعت لعملية زرع الأسنان مند أكثر من 3 أشهر وأنها راضية على النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه العملية بعد ما كانت فاقدة لأغلبية أسنانها، إذ أكدت أنه شيء ضروري للحصول على أسنان جميلة ونفسية مرتاحة، إلا أن زراعة الأسنان حسب آراء بعض المرضى مكلفة جدا وتبقى محصورة في طبقة معينة من المجتمع· وحسب بعض العيادات يتراوح ثمنها بين 8 و20 مليون سنتيم· يلجأ البعض إلى تركيب أسنان اصطناعية الذي تبقى في متناول الجميع والتي يتراوح ثمنها حسب بعض العيادات التي زارتها ”البلاد” بين 4000 و7000دج للسن الواحدة وحسب المواد المستعملة في تركيب السن أي بين السيراميك او الذهب أو مواد أخرى· كما أن هناك تقنيات تجميل أخرى، وهي تقويم الأسنان المعوجة بواسطة أطقم حديدية توضع بالفم، حيث أشارت الدكتورة المختصة في جراحة وتقويم الأسنان فطيمة بلعباس، إلى أنه يمكن للمرضى الذين يواجهون مشاكل في استقامة أسنانهم أن يستفيدوا من العلاج في أي عمر ويعتبر الوقت المثالي لتركيب أجهزة الأسنان ما بين 10و14 سنة بحيث إن الرأس والفم لا يزالان في حالة نمو وتكون الأسنان أكثر قابلية للتقويم· كما أشارت المتحدثة إلى أن عدد الكبار الذين يستخدمون أجهزة تقويم الأسنان في تزايد مستمر وذلك لمعالجة المشاكل البسيطة وتحسين مظهر الأسنان· وخلال الجولة التي قامت بها ”البلاد” لمختلف العيادات، فإن هناك إقبالا على هذا النوع من التقنية لتجميل الأسنان من كل الأعمار رغم سعرها المرتفع الذي يتراوح بين 20 ألف و50 ألف سنتيم· بالإضافة إلى هذه التقنيات في تجميل الأسنان، هناك طرق أخرى تستعمل كتغليف الضرس بالفضة أو الذهب أو الرصاص، غير أنه ليس هناك إقبال على هذا النوع من التقنيات للتجميل لتطور عملية جراحة الأسنان التي بقيت محصورة في فئة معينة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنةو حيث تتراوح مبالغها بين 4000 و7000 دج· كما تجدر الإشارة إلى أن عدد أطباء جراحة الأسنان في الجزائر قد فاق 000,10 سنة 2010 منهم 530 مختصا· وأوضح ولد عباس، خلال المؤتمر الثاني لجمعية زرع الأسنان الذين ينظم تحت شعار ”إسهام اختصاص زرع الأسنان في جراحة الفم والأسنان”، وأن عدد المهنيين في صحة الفم والأسنان قد عرف تحسنا ملموسا حيث انتقل في ظرف 10 سنوات (2000 2010) من 300,8 إلى 106,10 جراحي أسنان منهم 530 مختصا·