وفي هذا الإطار أوضح الدكتور نافع تيمسيلين ل''الفجر'' أن كل الدول الأوروبية توقفت منذ مدة عن استعمال ''البوبينال'' لعدم توفره على إشارات التعقيم وعدم قدرته على القضاء على العديد من الجرائم والفيروسات الخطيرة الملتقصة بأدوات جراحة الأسنان، وقال تيمسيلن إنه ينصح كل أطباء الأسنان بإستعمال جهاز ''الأطوكلاف'' أو ما يسمى بجهاز التعقيم عن طريق البخار المائي المعروف بنجاعته في تعقيم كل الأدوات• كما يتخوف ذات الطبيب من مضاعفات مستقبلية على المرضى المقبلين على زراعة الأسنان في الجزائر، بسبب نقص الإمكانيات لدى الجراحين وطرق التعقيم المتبعة• 70% من الجزائريين أسنانهم مصابة بالتسوس وكشف الطبيب ذاته أن نسبة إصابة أسنان الجزائريين بالتسوس شهدت ارتفاعا خطيرا في السنوات الأخيرة، حيث تفوق النسبة حاليا ل 70% وهي في ارتفاع مستمر لاسيما لدى فئة الأطفال، وهو ما ذهب إليه الطبيب بوعلام دراخلي الذي أشار بأنه رغم وجود 10 آلاف طبيب أسنان في الجزائر إلا أنهم غير كافيين لتغطية صحية كاملة، إضافة إلى نقص التكوين، وعدم تجديد الأجهزة، وكذا نقص إهتمام السلطات العليا بالتكوين المتواصل خارج الوطن• جراحو الأسنان في الجزائر لا يجددون أجهزتهم إلا بعد 15 سنة من جهة أخرى، انتقد المشاركون في الملتقى أصحاب العيادات الخاصة بجراحة الأسنان في الجزائر، حيث لا يجددون أجهزتهم الطبية ولا مختلف الأدوات الأخرى إلا بعد مرور 15 أو20 سنة، أو حين تتعرض تلك الأجهزة للتلف أوالطعب النهائي، عكس المعايير المعمول بها عالميا، بحيث يتحتم على جراح الأسنان تجديد أجهزته كل 05 سنوات على الأقل، وهو ما يؤدي في الجزائر إلى إصابات المئات من المرضى بمختلف الأمراض، من جراء عدم اتباع التقنيات المعمول بها في التطهير والتعقيم• البروفيسور شاذلي بكوش•• لم يُصب أي مريض بالسرطان من جهته تطرق البروفيسور التونسي، شاذلي بكوش، من مستشفى فرحات حشاد بسوسة، بأن تونس تعد من بين الدولة العربية الرائدة في ميدان زراعة الأسنان، حيث تتم سنويا القيام بأزيد من 5 آلاف عملية لمواطنين عرب وأجانب، وبأسعار تتراوح بين 600 و1000 أورو، في حين تقدر تكلفة الزرع في الدول الأوروبية بأضعاف 04 مرات تصل إلى حدود 2500 أورو وهو ما يجعل العديد من الأجانب التنقل إلى تونس للقيام بعملية الزرع، والتي تقام على كل الأشخاص عدا المصابين بداء السكري النمط الثاني وكذا المرأة الحامل بسبب انعدام التوازن في مادة الكاليسوم في العظام، وعند المضاعفات المرتبة عن عملية الزرع، لاسيما ما يشاع في الأوساط الشعبية كالإصابة بمرض السرطان، فقد نفى ذلك وطمأن كل المعنيين بزراعة الأسنان بأنه لم تسجل أي حالة في العالم منذ انطلاق التجربة، وقيام البروفيسور بلمارك بأول عملية سنة 1986 بالسويد، في حين أشار أن عملية زرع الأسنان تسبب متاعب للأشخاص المدمنين على التدخين والكحول والمخدرات• وأشار البروفيسور التونسي بأنه يتم سنويا تكوين بين 15 و20 طبيب جراح جزائري، من أجل تطوير هذه التقنيات في الجزائر والتي بدأت تنتشر في وهران، العاصمة وجيجل• من جهته تطرق الدكتور بن كينيوا فريد، من جيجل، إلى إلى تجربته في زراعة الأسنان بالولاية، متحدثا عن الإستراتيجيات والإختيارات في عمليات علاج زراعة الأسنان التجميلية• أما البروفيسور ''ستيفانو'' من إيطاليا فقد تطرق إلى تقنية ''السومار'' المحسنة وكيفية إقتلاع ''السينوس''• وتدخل الدكتور رياض كونكشو كالي حول مادة التيتان المستعملة في زراعة الأسنان• غياب آليات لمراقبة صانعي الأسنان و80% من الأمراض الإستشفائية بسبب عدم تنظيف الأيدي تطرق أيضا المشاركون إلى غياب آليات قضائية وإدارية لمراقبة صانعي الأسنان، والذين أصبحوا يتجاوزون صلاحياتهم ويقومون بتثبيت الأسنان للمرضى، في حين هذا التخصص من صلاحيات طبيب الأسنان، وهو ما خلق تطفلا كبيرا على المهنة وحدوث العدد من الأخطاء الطبية التي راح ضحيتها العديد من المرضى، والذين لم يتحصلوا على حقوقهم سواء لجهلهم للقانون من جهة وكذا غياب نصوص قانونية تحميهم من جهة ثانية• من جهتها السيدة هالة شريتي، مندوبة تقنية تجارية للدائرة الإستشفائية لمنطقة الشرق بشركة ''نوزو كلين'' فقد أشارت أن 80% من الأمراض الإستشفائية المسجلة في الجزائر هي نتيجة عدم غسل الأيدي من طرف الأسلاك الطبية والشبه طبية، وأشارت أن مادة الصابون هي المتسببة في انتشارها وهو ما يحتم على كل المؤسسات الإستشفائية التخلص منها وتعويضها بالأجهزة الخاصة بالنظافة والتطهير الجديدة• وشهد هذا الملتقى الدولي الأول من نوعه في الجزائر مشاركة كبيرة للأطباء المختصين، العامين والجراحين في الأسنان• وقد كشف رئيس لجنة التنظيم الدكتور كينيوار بأن هذا الملتقى هو تعزيز وتطوير لتقنيات زراعة الأسنان في الجزائر، وكذا بمثابة تكوين قصير المدى للجراحين في هذه التقنية التي أضحت مهمة لصحة الفم، رغم كون تكلفة العملية الواحدة في الجزائر اليوم تترواح بين 06 و10 ملايين سنتيم، والتي تقتصر على الأغنياء، إلا أنها ستكون في متناول الموظفين والبسطاء في المستقبل بعد انخفاض الأسعار، ووضع تنسيق مع صندوق الضمان الإجتماعي لفائدة المؤمنين•