ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور ناصر جابي في منتدى البلاد : الإسلاميون في الجزائر ·· جيش بلا جنرال!
نشر في البلاد أون لاين يوم 20 - 12 - 2011

أستاذ علم الاجتماعي السياسي، الدكتور ناصر جابي، في ضيافة ” منتدى البلاد” : السلطة أمام خيارين للتعامل مع انتخابات 2012
حذر من تحول الجزائر إلى ”كوريا شمالية” في إفريقيا
في نظرة استشرافية لما سيكون عليه المشهد السياسي في بلادنا خلال سنة 2012 قال ضيف ”المنتدى” إن أمام النظام الجزائري سيناريوهين اثنين لتعامله مع الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها ربيع .2012 أستاذ علم الاجتماع قال إنه يتوقع أن النظام الجزائري سيجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما·
مصطفى دباش
حسب المتحدث فإن الخيار او الاحتمال الأول هو التزام السلطة بإجراء انتخابات نزيهة تحترم فيها الديمقراطية والشفافية وما على النظام إلا الاعتراف بما سيفرزه الصندوق حتى ولو كان الإسلاميون هم الفائزين، وفي هذه الحالة سيكون النظام في وضع مريح أمام الرأي العام الوطني وكذا أمام المجتمع الدولي الذي يضيف الأستاذ سيراقب باهتمام كبير مجريات الانتخابات التشريعية القادمة وما مدى مطابقتها للمعايير الديمقراطية· أما الخيار الثاني أو السيناريو المحتمل فهو، حسب ضيف ”البلاد”، إبقاء الأمور على ما هي عليه منذ عدة سنوات وإجراء انتخابات ”روتينية” مثل سابقاتها والتي ستفضي إلى انتخاب برلمان بنفس الوجوه والتشكيلات الحزبية المهيمنة حاليا على المشهد السياسي العام·
وفي رده على سؤال حول السيناريو الأقرب لحدوثه، قال جابي إن كل المعطيات والمؤشرات إلى حد الساعة تؤكد أن لا شيء يدل على عزم النظام على إحداث تغيير حقيقي أو أن الانتخابات القادمة ستكون مغايرة لسابقاتها، مستدلا على ذلك بما شهده مسار الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية منتصف شهر أفريل الماضي وما وجدته من رفض من طرف الطبقة السياسية وكذا عدم اهتمام غير مسبوق للجزائريين لهذه الإصلاحات مما يجعلنا يضيف أستاذ علم الاجتماع نتوقع أن دار لقمان ستبقى على حالها في أول امتحان حقيقي للسطة، ألا وهو الانتخابات التشريعية القادمة·
الشارع الجزائري أمام ثلاثة أجيال وسيناريوهين
بخصوص الواقع الجزائري قال الدكتور ناصر جابي إن الجزائر لديها ثلاثة أجيال (يقصد الجيل السياسي) حسب المفهوم السوسيولوجي المرتبط بالحدث التاريخي وهي: جيل حاكم قاد الثورة التحريرية ولايزال يحتكر القرار السياسي ومؤسساته، وجيل ثان هو جيل الاستقلال عاش بين أحضان الدولة الوطنية بعد الاستقلال، تعلم فيها وعمل وحصل على الكثير من التأهيل والشهادات والخبرة ولديه سلطة اقتصادية مكنته من تسيير المصانع والجامعات وليس له سلطة سياسية، وجيل ثالث هو جيل الحركات الاجتماعية وتميز حضوره في الثمانينيات والتسعينيات الذي لا يعرف جيل الثورة بشكل كبير·
وتصور ضيف ”البلاد” أن تكون الجزائر أمام سيناريوهين مستقبليين محتملين وهما حسبه، إما أن يتنازل جيل الثورة المسيطر على مؤسسات الحكم للجيل الثاني الأكثر تأهيلا عن طريق تغيير إيجابي تميزه انتخابات سلسة وتقوي المؤسسات·
أما السيناريو الثاني، حسبه، فهو الأسوأ و هو سيناريو ”عنيف” أو سيناريو المواجهة والصراع بين جيل الثورة وجيل التعددية والحركات الاحتجاجية، مشيرا إلى حقيقة أن الجيل الثالث يمقت الجيل الأول، بينما الجيل الثاني لن يكون له دور لأنه سيكون كما سماه المختص جيل ”الساندويتش” رغم أنه لم يأخذ فرصته السياسية بعد، موضحا أن الشارع الجزائري سيكون أمام هذين السيناريوهين ويبقى على السلطة هل تعمل بالأول أو الثاني؟
فتيحة· ز
الأحزاب أنجبت مناضلي ”المصالح”·· والإصلاحات غير مقنعة
اعتبر الدكتور جابي أن واقع الأحزاب السياسية في الجزائر واضح جدا، لأن الأحزاب معروفة والرهانات غير موجودة على حد تعبيره والأخطر من كل هذا أن من يفوز في النهاية لا يحكم ولا يعين منه رئيس الحكومة ما هو حاصل اليوم، فالمناصب السيادية لا توزع على الحزب الذي يفوز في الانتخابات· وشدّد المتحدث على أن واقع الأحزاب السياسية في الجزائر دائما تكون رابحة على طول الطريق، وطبعا هذه ليست سياسة على حد تعبيره· وأكد أن النظام السياسي في الجزائر لايعترف بالحزب كآلية تسيير، موضحا بالقول ”الأحزاب في بلادنا خارج اللعبة السياسية”، مضيفا أنها لم تتحول إلى مركز القرار وآلية التسيير بل هي تعمل على الهامش فقط أو لتزيين الصورة على حد قوله· كما طرح المتحدث فكرة أنه لحد الآن في الجزائر لا يوجد اعتراف بالحزب كمؤسسة تسيير وقرار ”لهذا فإن اللعبة السياسية في الجزائر أصبحت غير محفزة· ويرى ضيف ”البلاد” أن النظام السياسي في الجزائر لا يولد بهذا التسيير أي اهتمام بالسياسة، فيما أن الأحزاب خلقت مناضلين من نوع خاص في هذه اللعبة السياسية، مناضلين تحكمهم المصلحة الواحدة، فضلا عن أن الأحزاب أصبحت ”فارغة و خاوية”، وأقر بأنه لا توجد أحزاب مهيكلة بشكل إيجابي في الجزائر· كما أشار الدكتور جابي إلى أن المشكل الحالي في واقع الأحزاب السياسية في بلادنا يتمثل في ضعف هذه الأحزاب، وتساءل عما إذا كانت الاحزاب التي ستعتمد مستقبلا تملك إمكانية تغيير الخارطة السياسية في الجزائر، فضلا عن وجود أحزاب منشقة على نفسها·
فتيحة· ز
تقدم الإسلاميين في تونس ومصر والمغرب سيؤثر على الجزائر ·· ولكن!
أكد أستاذ علم الاجتماعي السياسي الدكتور ناصر جابي أن ”فوز الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة في كل من تونس والمغرب ومصر سيكون له تأثيرات على الجزائر، لكن السؤال المطروح للنقاش، حسبه، يتعلق بدرجة هذه التأثيرات·
وقال جابي ”إننا مطالبون بمعرفة من هم الإسلاميون الذين فازوا وما هي أوضاعهم في بلدانهم”، مشيرا إلى أن الإسلاميين في تونس عانوا كثيرا في عهد الرئيسين بورفيبة وبن علي، وتجربة ”النهضة” معهما قمعية جدا فكثير من قياداتها دفعت الثمن غاليا بالنفي أو السجن لتخندقهم في خانة ”المعارضة الجذرية”، مشيرا إلى أن سنوات القمع هذه منحتهم مصداقية وكسبوا خلالها تعاطف الناخب التونسي وثقته، الأمر الذي حسم الانتخابات لصالحهم·
وأضاف جابي في تحليله للحالة التونسية أن الناخب هناك شارك في الانتخابات على هذا الأساس ”متعاطفا مع حركة النهضة التي عانت في السجون وتحت التعذيب وفي المنفى لسنوات طويلة”· وفي المقابل، أشار ضيف ”البلاد” إلى أن أحزاب المعارضة التقليدية في تونس دفعت هي الأخرى الثمن في الانتخابات الأخيرة، حيث لم تتمكن من استقطاب أصوات الناخبين الذين عاقبوا تلك الأحزاب المهادنة للسلطة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي”·
أما بالنسبة للحالة المغربية فيرى الدكتور جابي أنها تجربة ”إسلامية علمانية”، مشيرا إلى أن فترة تولي الملك الحالي محمد السادس زمام الأمور شهدت انفتاحا على الحريات وممارسة أكثر للديمقراطية·
ولاحظ الدكتور جابي أن ”المملكة المغربية فيها اختلافات كثيرة مقارنة بالجزائر، حيث تعرف الفوارق الاجتماعية مثل الفقر ومظاهر الفرق بين المدينة والريف، وهي مؤشرات واضحة لتحليل الوضع في المغرب، ومعرفة الرهانات القادمة للإسلاميين هناك، وخصوصا حزب العدالة والتنمية الفائز في الانتخابات، التي تسيطر على الفعاليات النقابية في المغرب”·
وتطرق ضيف ”البلاد” إلى الحالة المصرية المتعلقة أساسا بنموذج حركة الإخوان المسلمين التي تأسست ما بين 1926 و,1927 مشيرا إلى أن ”الاعتراف الرسمي بالجماعة تم مؤخرا فقط، أي تقريبا 80 سنة كاملة من النضال، مشيرا بالمقابل إلى وجود تهميش واضح وكبير لقوى سياسية أساسية في مصر، حيث عملت الجماعة طويلا عل المستوى الشعبي أي أنها عملت مع الفئات الشعبية الواسعة”·
وأوضح جابي في هذا السياق أن جماعة الإخوان مثلت البديل عن الدولة في مصر أو بديلا بسبب غياب الدولة في العمق المصري· وشدد جابي على أن إخوان مصر استفادوا من أموال خليجية وكان لها بعد شعبي أما اليوم وأمام وجود الثروة ظهرت البرجوازية في حركة الإخوان·
وقال ضيف ”البلاد”، إن الإخوان كانوا يسيطرون على الطبقة الوسطى أو الطبقة المهنية ولكن النقطة التي تتشارك فيها هذه الأحزاب الإسلامية في كل تلك الدول أنها كانت مقموعة ولم تشارك في السلطة وبقيت في المعارضة لمدة طويلة ومتجذرة وحاضرة في الشارع غائبة عن السلطة·
فتيحة· ز
فيما اختار الجيران والأشقاء المعارضة
الإسلاميون الجزائريون ·· جيش بلا جنرال!
محمد سلطاني
دعا الدكتور ناصر جابي قبل أن يبدي رأيه في إمكانية استنساخ الإسلاميين الجزائريين مشهد اكتساح الإسلاميين التونسيين والمغاربة والمصريين نتائج الانتخابات، إلى ضرورة تحديد هوية الإسلاميين في الجزائر وذلك وقوفا عند نقاط الاختلاف والتشابه في مسار الإسلاميين الجزائريين مقارنة بالإسلاميين في الأقطار التي فازت فيها بالانتخابات، دون أن يغفل جابي التباين بين التيارات الإسلامية الثلاثة الفائزة في الانتخابات المتشابهة من حيث الجملة دون أن تصل إلى حد المطابقة ودون أن يقع ناصر جابي في منطق الجزم ولا الوقوع في محظور الحتميات الآلية فيما قدم من وجهات نظر وهو يحلل مواقع التيار الإسلامي في الجزائر ومحاولة الإجابة عن إشكالية استنساخه تجارب الأقطار الثلاثة، ليخلص الدكتور المختص في علم الاجتماع من زاوية التحليل السياسي إلى أن نقاط الاختلاف أكبر من نقاط التشابه بين التيارين الإسلاميين في كل من الجزائر والأقطار الثلاثة· وأهم هذه الفوارق تكمن في المشاركة الثابتة في مسار الإسلاميين في الجزائر دون الإسلاميين في تونس ومصر والمغرب·
وبعيدا عن منطق التسطيح والاكتفاء بالعموميات والتعويم في المقارنة، راح جابي يفصل واقع الإسلاميين المشاركين في الجزائر دون الاقتصار على حركة مجتمع السلم لينتهي إلى تقرير واقع يوحي بأن ثمة مقايضة سياسية غير معلنة بين الإسلاميين في الجزائر وبين السلطة وإن كانت المشاركة أحد تجلياته، إلا أن ثمة أبعادا أخرى لم تتجل وإن كانت مجسدة واقعا يقول جابي من جانب التيار الإسلامي المسيطر على طبقة وسطى متعلمة عجزت أحزاب السلطة عن التحكم فيها خلافا للأحزاب الإسلامية، ولكن ليس في سياق المطالبة بتغيير جذري بقدر ما يقتصر على مطلب الاندماج في إطار المقايضة وربما إلى حد الذوبان في سرايا السلطة ودوائرها وامتداداتها، الأمر الذي لم يحصل لا في تونس ولا في مصر ولا حتى في المغرب، وإن لم يكن الإقصاء الذي طال الإسلاميين في هذا البلد الجار أشبه بالإقصاء الذي طال النهضويين والإخوان· وانتهى على هذا الأساس جابي إلى ترجيح استبعاد الاستنساخ الآلي من قبل الإسلاميين الجزائريين للفوز الكاسح الذي حققه الإسلاميون في الأقطار الثلاثة في شمال إفريقيا، دون أن يمنعه ذلك من تحذير السلطة من مغبة خرق شرعية ونزاهة انتخابات 2012 المفصلية سواء محليا أو خارجيا·
طموحات لم تتجدد
وانتقل جابي إلى الحديث عن المرجعية في التيار الإسلامي مؤكدا أن الكتلة التاريخية ذاتها اليوم تتشكل من جيش عقداء متنافسين وبالطموحات نفسها، في إشارة الى تساوي الرتب وغياب قائد حقيقي بإمكانه أن يجر وراءه الجيش إلى معارك سياسية حقيقية· كما سلط جابي الضوء على ظاهرة التناحر التي تنخر جسم التيار الإسلامي في الجزائر لاستشراء منطق رفض الآخر المماثل وهو ما من شأنه أن ينهك التيار الإسلامي الذي يعاني حسب جابي من ظاهرة الاستعمال والإنهاك، لينتهي في هذا الشق إلى تقرير حالة أخرى وهو غياب التميز عند الفاعلين في التيار الإسلامي، الممارسين للوظائف الرسمية أو غير الممارسين، وهو ما يجعلهم في نظر جابي وجها آخر لعملة أحزاب التدوير التي سيرت البلاد منذ الاستقلال·
السلطة مسؤولة عن تخلي الأحزاب عن دورها السياسي
نفى الدكتور ناصر جابي في معرض الحديث عن التيار الإسلامي في الجزائر أن تكون الأحزاب السياسية الأخرى أحسن حالا من الأحزاب الإسلامية في الجزائر فيما يتعلق بالوظيفة السياسية، وقال إن التنظيمات حاليا في الجزائر أشبه ما تكون بالأحزاب ولكنها ليست كذلك بسبب تخليها عن أداء وظائف الحزب السياسي المتعارف عليها في الحياة السياسية، دون أن يعفي السلطة من تحملها جانبا من المسؤولية بسبب ما آلت اليه الحياة السياسية في الجزائر، مشيرا إلى أن السلطة وإن اعتمدت مازالت لم تعتمد الحزب كآلية من آليات التغيير السياسي، فضلا عن الأمل في التسيير· واستشهد جابي على ما يقول، ذاكرا على سبيل المثال لا الحصر، حرمان الحزب الحائز على الأغلبية في البرلمان من رئاسة الحكومة، وأن الفوز في الانتخابات لا يعني الحكم عند النظام الجزائر رغم مضي أكثر من عشرين سنة من التعددية·
حمس والنهضة قد تدفعان الضريبة مرتين
لم يستبعد ناصر جانبي أن تدفع حمس والنهضة، وإن بشكل أقل، ضريبة مزدوجة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة على المستوى الشعبي بسبب مشاركة الأولى في التحالف والثانية في الهرولة إلى المناصب السامية وإفراغ الحزب لافتقارهما إلى آليات حماية الظهر السلطوية التي يتمتع بها شركاء حمس في التحالف والنهضة في التعيين الرسمي وإفراغها من قياداتها بعد الإطاحة بجاب الله لتنخرط القيادة الجديدة التي سبقت فاتح ربيعي هي الأخرى في عملية الاندماج من خلال مناصب في السلطة، فضلا عما أصاب النهضة التاريخية من انشقاق طال بعد ذلك الإصلاح·
مشاركة الأفافاس قد تؤشر على نزاهة الانتخابات
اعتبر الدكتور جابي أن اتجاه الأفافاس نحو المشاركة الانتخابية غير مستبعد في ظل التحول الكبير الذي طرأ على مواقف وخطاب الأفافاس على الأقل من الناحية التكتيكية· وبناء على هذا الاحتمال راح جابي يقدم قراءة لنزاهة الانتخابات المقبلة مرجحا أن آيت أحمد لا يتخذ قرار المشاركة في الانتخابات إلا إذا تمكن من الحصول على ضمانات قوية بوقوف الإدارة على الحياد في الانتخابات المقبلة· واعتمد جابي في هذا الطرح على المسار النضالي لآيت أحمد، معتبرا أن الرجل التاريخي لن يقبل بالإسهام في مهزلة انتخابية في ”آخر العمر”· وبعيدا عن التشكيك في نزاهة آيت أحمد وصدقية نضاله السياسي إلا أن ثمة معطى آخر لا يمكن استبعاده في ربط احتمال مشاركة الأفافاس في الانتخابات المقبلة بالنزاهة الانتخابية والمتمثل في نظر المتتبعين في أن الزعيم التاريخي يكون قد تأكد بما لا يدع مجالا للشك من أن حزبه لن يصمد كثيرا في وجه منطق الكرسي الشاغر من جهة، والأبعاد والتعتيم من جهة أخرى في ظل ظروف وتطورات الأفافاس فيها أحوج ما يكون لتبليغ صوته· وإن كان هذا أحد الأوجه المحتملة في قراءة موقف الأفافاس فلا ينبغي نسيان أن السلطة قد يكون لها من الحسابات ما يتقاطع وموقف الأفافاس بالنظر إلى المصداقية التي تضفيها مشاركة هذا الحزب في الانتخابات·
ربط فوزه بشروط ··
جاب الله سيحدث المفاجأة في الانتخابات القادمة
توقع أستاذ علم الاجتماع ناصر جابي أن الشيخ عبد الله جاب الله سيحدث المفاجأة خلال الانتخابات التشريعية القادمة في حال اعتماد حزبه الجديد· ضيف منتدى ”البلاد”، وفي مقاربة سريعة لما ستكون عليه نتائج الانتخابات البرلمانية، قال إنه في حال إجراء الاقتراع بطريقة ديمقراطية وتوفير كل الظروف السياسية لضمان نزاهة الانتخابات فإن أكبر الفائزين سيكون الزعيم الإسلامي عبد الله جاب الله وذلك لعدة عوامل لخصها محدثنا في كون جاب الله يعتبر في نظر الكثيرين من الوجوه الإسلامية المعارضة عكس بقية زملائه الإسلاميين كحمس والنهضة، الأمر الذي سيجلب له تعاطفا شعبيا كبيرا· وهذا يضيف جابي في حال استشعار المواطنين جدية السلطة في ضمان نزاهة الانتخابات والتي ستكون أكبر محفز على إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع· وفي الموضوع نفسه أكد جابي أنه، وباستثناء عبد الله جاب الله لاعتبارات عدة، لن تحصل الأحزاب الإسلامية المعتمدة على نتائج مهمة لتورطها ومشاركتها في السلطة بطريقة أو بأخرى، كحمس التي تشارك في السلطة منذ ,1994 وحركة النهضة التي يحوز ثلاثة من قيادييها مناصب رسمية في الدولة تتمثل في سفيرين ومستشار لدى رئاسة الجمهورية· وعليه يقول ضيف ”البلاد” إن الطريق ممهد أمام مؤسس حركتي النهضة والإصلاح لاكتساح الانتخابات في حال نزاهتها، متوقعا أن يستغل جاب الله موقفه من السلطة التي لم يتورط في أي مشاركة معها، وما تعرض له خلال السنوات الأخيرة بعد أن تم تجريده من حزبين: النهضة التي خرج منها مكرها نهاية التسعينيات، وحركة الإصلاح التي أزيح منها عن طريق انقلاب أبيض سنة .2004 كل هذا سيجعل جاب الله في موضع ضحية أمام الرأي العام الوطني مما سيكسبه تعاطفا شعبيا، حسب أستاذ علم الاجتماع·
مصطفى·د
تحفظ على ما جرى في ليبيبا
ناصر جابي: الحديث عن وقوف الغرب وراء الثورات العربية كلام فارغ
اعتبر أستاذ علم الاجتماع، نصار جابي، أن الحديث عن المؤامرات الخارجية ووقوف الغرب وراء ما شهدته بعض البلدان العربية من ثورات، هو كلام فارغ وغير صحيح· ضيف منتدى ”البلاد” قال إن تحميل الغرب، وفي مقدمته امريكا وفرنسا، كل ما يجري من حولنا غير منطقي، مؤكدا في السياق نفسه أن ما حدث في بعض البلدان العربية خلال السنة الجارية هو من صنع شعوب تلك البلدان خاصة في تونس ومصر حيث استطاع الشعبان التونسي والمصري القيام بثورة أطاحت بنظام بن علي وبعده نظام مبارك من دون أي تدخل أجنبي بل بالعكس يضيف جابي أن بلدانا مثل فرنسا بقيت مساندة لنظام بن علي إلى آخر لحظة ووصل الأمر بالنظام الفرنسي إلى حد التعهد بتمويل شرطة بن علي بالسلاح والوسائل الضرورية لقمع مظاهرات الشارع التونسي وهو ما اعتبر بعد ذلك فضيحة من العيار الثقيل تورط فيها الرئيس الفرنسي ساركوزي· والشيء نفسه حدث في مصر يقول ناصر جابي حيث وقفت الإدارة الأمريكية مع ”صديقها” مبارك ولو بشكل أقل مما كان عليه الأمر في تونس·
ضيف منتدى ”البلاد”، ورغم رفضه أطروحة التدخل الأجنبي والتآمر الأمريكي، ألا أنه تحفظ قليلا على ما جرى في ليبيا قائلا: ”إن الوضع الليبي يختلف عما جرى في تونس ومصر، مشددا في هذه النقطة على أن ما حدث في ليبيا يعتبر تدخلا أجنيا واضحا وهو عبارة عن تصفية حسابات قديمة بين بعض الأنظمة الغربية ونظام العقيد الليبي معمرالقذافي الذي قدم ليبيا على طبق من ذهب للقوى الغربية بسبب طريقة حكمه لبلده وتصريحاته الغريبة ضد شعبه منذ الأيام الأولى للانتفاضة بمدينة بن غازي·
مصطفى دباش
الإصلاحات لم تكن في مستوى الطموحات
علق ضيف منتدى ”البلاد” على مسار الإصلاحات السياسية التي باشرها رئيس الجمهورية منذ منتصف أفريل الماضي واصفا إياها ”بغير المقنعة لسببين رئيسيين، أولهما أنه لم يتم تسويق محتواها للرأي العام الشعبي بالشكل المطلوب الذي يجذب المواطن أو الناخب مستقبلا، فضلا عن كون آلياتها غير موفقة، لأننا كنا أمام محتوى إصلاحات ولجنة المشاورات السياسية لم تكن في المستوى لتسويق مشروع الإصلاحات· أما السبب الثاني فيتمثل في أن آداء البرلمان الحالي لا يؤدي إلى نتائج مرجوة·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.