كما تحدث عن وجود تواصل مع جاب الله، وعن تحفظه على استقدام مراقبين دوليين، مؤكدا أن كل المترشحين سواسية وأن ترديد مصطلح "أرانب" هدفه إحباط معنويات المواطنين ودفعهم إلى الاستقالة من الحياة السياسية. * امتنعت حركة النهضة عن التصويت خلال التعديل الدستوري الأخير، لماذا هذا الإمتناع؟ - إن التصويت أو الامتناع شكلان من أشكال التعبير السلمي والديمقراطي في مختلف البلدان الديمقراطية. وامتناع حركة النهضة عن التصويت على التعديل الدستوري الأخير نابع عن قناعة تجسدت خلال انعقاد مجلس الشورى الوطني للحركة، لسببين؛ أولهما أن حركة النهضة كانت تطالب بتعديل شامل بعد أن تغيرت الظروف التي جاء خلالها دستور 1996 والذي وضع في ظل الأزمة الوطنية، وقد قدمنا دراسة معمقة، قام بها خبراء، إلى رئيس الجمهورية يوم 28 مارس 2008 لأخذ رأينا ومقترحاتنا بعين الاعتبار، لكن وجدنا أن التعديل يوم التقديم لم يأخذ بمقترحاتنا وكان الغرض منه فتح العهدات الرئاسية فقط، والسبب الثاني أنه لم يفتح باب النقاش للأحزاب السياسية والجمعيات من المجتمع المدني لإبداء الرأي وطرح البدائل لإثراء الوثيقة الدستورية قبل عرضها على التصويت، كما أنه تم بسرعة فائقة جدا. * وماذا عن التحضير للرئاسيات في حركة النهضة؟ - الرئاسيات مهمة بانسبة لنا، لكن الساحة السياسية تفتقد حاليا لحركية بمستوى الحدث لإعطاء مذاق ديمقراطي يحفزّ المواطن للذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع والتعبير عن رأيه. إننا في حركة النهضة نعمل على إعطاء طعم لهذا الاستحقاق السياسي لإقناع الشعب الجزائري بالمشاركة القوية. * ألستم متخوفين من الرئاسيات بعد طرح مقولة أنها محسومة مسبقا؟ - إن الذين طرحوا رأيهم بعد التعديل الدستوري بأن الانتخابات الرئاسية القادمة محسومة يريدون إبعاد الشعب الجزائري عن المشاركة في إنجاحها، لذا فإننا نرى أن الانتخابات الرئاسية مفتوحة وتعددية وليست محسومة كما يدعون. * لماذا اخترتم التنسيق مع حركة الإصلاح الوطني؟ - حركة النهضة تتشاور مع من يتقاسم معها الرأي والتوجه، وذلك من أجل الخروج بموقف موحد من شأنه إحداث حراك سياسي على الساحة، وقد وجدنا هذا في حركة الإصلاح الوطني. * هل هذا التنسيق خاص بالرئاسيات فقط؟ - إن التنسيق والتشاور والتحالف أفعال ديمقراطية، وهي من الأمور التي تحرك الساحة السياسية الجامدة في بلادنا، لذا فإننا في حركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني، اتفقنا على وثيقة التنسيق بيننا، وفحواها لا يشمل الرئاسيات المقبلة فقط، وإنما يخص كل القضايا ذات الاهتمام المشترك وطنيا أو دوليا. * وماذا تنتظرون من هذا التنسيق؟ - نتطلع إلى أن نرتقي بهذا التنسيق بيننا إلى خطوات أخرى، بدءًا من الانتخابات الرئاسية ووصولا إلى هدف واحد مستقبلي، وذلك للتأثير في الساحة السياسية بقوة وخدمة لمصلحة الجزائر لأن قوة الأحزاب السياسية هي قوة للوطن. نحن نريد من هذا التنسيق أن يتطور ويرتقي إلى أن يصبح واقعا مؤثرا في الساحة السياسية الوطنية. * هل هناك مولود منتظر خلال الأيام القادمة مع حركة الإصلاح الوطني؟ - يمكن أن يكون ذلك، خاصة بعد ظهور إرادة سياسية لدى الحركتين، والأمور تسير في هذا الاتجاه بعد لم الشمل، ودون اجتياز المراحل. وفي هذا الإطار فقد تم تشكيل لجنة بين الحركتين لإعداد وثيقة ترفع إلى القيادتين لاتخاذ المواقف المشرفة في المستقبل القريب. * هل ننتظر مترشحا موحدا للرئاسيات عن التيار الإسلامي؟ - مترشح من التيار الإسلامي من بين البدائل المطروحة، فهذا الأمر يرجع إلى مجلس الشورى الوطني. * وماذا عن خبر أحمد بن محمد الذي تتناوله الصحافة كمترشح عنكم؟ - أحمد بن محمد هو حقا من التيار الإسلامي، ونرى فيه القدرة على تنبؤ منصب رئيس الجمهورية، لكن القرار النهائي يعلن عنه نهاية جانفي 2008، ونتطلع إلى موقف موحد مع حركة الإصلاح الوطني. * لاحظنا تحركات في الساحة لعبد الله جاب الله، وتقول المصادر أن ذلك من أجل تزعم التيار الإسلامي. فهل تؤكدون هذا؟ - لا يمكن لأحد أن يدعي تزعمه للتيار الإسلامي. ونحن بتنسيقنا مع حركة الإصلاح الوطني لا ندعي ذلك أيضا. نعم عبد الله جاب الله يتحرك، ونحن نشترك معه في ضرورة لم الشمل وتوحيد الكلمة، ودفع التيار الإسلامي للتأثير على الساحة السياسية وصناعة الحدث. نحن في حركة النهضة نتطلع للتعاون مع كل من له استعداد لذلك، وأن يتم بتوفير مناخ يساعد على إنجاح أي مبادرة أو تحرك. * هل تربطون معه اتصالات في الوقت الحالي؟ - نعم لنا اتصالات مع جاب الله عبد الله، ومشاورات نتابعها ونأمل أن تثمر على الأقل في المرحلة الأولى بتمتين التواصل وتوفير بذلك المناخ للدخول في المرحلة التالية بالتصالح مبدئيا. * كيف نسمي التنسيق بين حركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني؟ - هو تنسيق وفقط، ولم يرق بعد إلى أن يأخذ شكل تحالف ينبثق منه مرشح يقود هذا التيار الإسلامي كله. ننتظر من هذا التنسيق أن يرقى خلال الرئاسيات إلى الجدية، بإشراك الجميع للخروج بخيار موحد. * هل نجد خيار عبد الله جاب الله في رئاسيات 2009 لدى حركة النهضة؟ - خيار عبد الله جاب الله لم يناقش، لا على مستوى المكتب الوطني للحركة ولا على مستوى مجلس الشورى الوطني، ولم يتم تقديمه أصلا. * كيف تفسرون غياب الأحزاب السياسية الإسلامية عن الساحة وظهورها خلال الاستحقاقات فقط؟ - حركة النهضة تعمل في الساحة طيلة السنة، ولاتظهر في الاستحقاقات فقط، ولكن العيب في الإعلام الثقيل الذي تحتكره جهة معينة وهدفه تغييب وتهميش التيار الإسلامي عامة، باستثناء بعض الومضات الإشهارية وبدون صوت. فهناك تغييب لكل صوت يغرد خارج إرادة السلطة. * كيف تنظر حركة النهضة لوجود حركة "حمس" في دواليب السلطة. وهل هو انتصار للتيار الإسلامي أم قرص تهدئة فقط؟ - لقد شاركت حركة النهضة في الحكومة عام 1999 بوزارتين، سميت تلك الحكومة آنذاك حكومة المصالحة الوطنية. إذن المشاركة أو المعارضة عمل ديمقراطي، والمهم هو خدمة الجزائر، لذا فلكل خيار إيجابيات وسلبيات. والمشاركة في السلطة أو عدمه يكون حسب الظروف القائمة. * يتهم البعض السلطة في زرع فيروسات داخل الأحزاب لتفتيتها. كيف تنظر حركة النهضة للحركات التصحيحية؟ - نحن في حركة النهضة لا نؤمن بفكر المؤامرة، ونعتقد بأن كل مشكل داخلي في الأحزاب السياسية يلصق بالسلطة خطأ. إن التمرد داخل الأحزاب السياسية مرتبط بعاملين؛ خارجي يكمن في إرادة الأشخاص من خارج الحزب تمزيق الأحزاب وزرع الفوضى، لكن إذا كان الحزب المستهدف مهيأ لاستقبال هذه الإرادات الخارجية، وهنا يدخل العامل الداخلي والمتمثل في غياب الديمقراطية والتسيير الفردي ووجود تناقضات. لذا فتوفر هذين العاملين يخلق حركات تصحيحية تقضي على الحزب الأم، أما إلصاق التمرد داخل الأحزاب برجال السلطة في جميع الحالات فهذا غير صحيح؛ فالأحزاب المبنية على أسس قوية بوجود كفاءات عالية في مستوى المسؤوليات، وكذا تقبل الرأي الآخر يوفر جوا داخليا يصد الرياح الخارجية. * هل تقبل حركة النهضة صفة أرنب لمرشحها؟ - إنها ادعاءات وإشاعات تدفع الشعب الجزائري إلى مزيد من اليأس والإحباط والاستقالة من الحياة السياسية. وإن المواطن الجزائري المقبل على انتخابات رئاسية عندما يصل إلى مسامعه هذا، وأن الانتخايات محسومة مسبقا، سيعزف عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن رأيه وتهز بذلك مصداقية هذه الإنتخابات. نحن ضد هذا، وحركة النهضة تناضل من أجل إنجاح هذه الانتخابات وجعل الشعب الجزائري لا ييأس من الفعل السياسي ويشارك بقوة في صنع الحدث. إذا زهّدنا الشعب عن الفعل السياسي والديمقراطي والتغيير بالورقة، وتغييب بذلك الثقافة الديمقراطية لديه، فإنه يلجأ إلى أساليب أخرى للتعبير، وهنا تصبح المسألة خطيرة. إننا نرفض هذا خدمة لمصلحة الجزائر. * وماذا عن حضور المراقبين الدوليين الذي تنادي به بعض الأحزاب السياسية؟ - حضور المراقبين أو عدم حضورهم لا يهمنا، لأنه ليس مطلبنا على الإطلاق. إن توفر الإرادة السياسية في البلاد عنصر هام لإنجاح ديمقراطية ونزاهة الانتخابات. إن المراقبين الدوليين يخدمون أجندة خارجية بحضورهم إلى الجزائر. * كيف تقيّم حركة النهضة الوضع السياسي الحالي في البلاد؟ - حركة النهضة تطمح إلى تعديل شامل للدستور، وتحديد طبيعة النظام، رئاسي أم برلماني؛ فالجزائر البلد الوحيد الذي يخالف الأعراف الديمقراطية، إذ أن الحزب الذي يمتلك الأغلبية لا يترأس الحكومة وقد حدث هذا سنة 1997 ويحدث الآن، وهذا من التناقضات. * إلى ماذا تتطلعون مستقبلا مع حركة الإصلاح الوطني؟ - تتطلع حركة النهضة إلى تأسيس حزب سياسي موحد مع حركة الإصلاح الوطني. * كيف ينظر فاتح ربيعي إلى التراشق بين الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد واللواء المتقاعد خالد نزار؟ - مع احترام الجميع، يجب أن يبقى حديث جيل ما قبل الاستقلال في حدود الاحترام وهذا خدمة لجيل الاستقلال الذي سوف يتأثر بمصداقية جيل الثورة وما ينجر عنه مستقبلا. إن كشف الحقائق يجب أن يتم في هدوء. * هل هناك احتمال تدعيم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة؟ - بالتأكيد، فهو من الخيارات المقترحة على مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة، وقد دعمناه خلال العهدتين السابقتين، فهذا الخيار ليس غريبا وممكن حدوثه خدمة للجزائر إن اقتضت الضرورة.