الروائي بشير مفتي دور الوصاية هو الدعم وليس الاحتكار
أعتبرها سنة حافلة بالنشاطات حافلة بالمهرجانات واللقاءات·· لقد مس برنامج وزارة الثقافة كل الميادين، المسرح، السينما، الكتاب، الفنون التشكيلية والموسيقى، فمن يستطيع أن ينكر كل هذا على الوزارة إلا عندما لا نكون موضوعيين في تقييم تجربة عام مر سريعا على ما أظن حتى نستطيع تقييمه تقييما أفضل، غير أن الإشكال يبقى دائما·· ما أثر كل هذا على حياتنا اليومية وحركيتنا الثقافية، فمن جهة لا تزال النخبة تشعر بالإقصاء والغربة والمواطن الشعبي البسيط لا يلمس هذا في حياته اليومية، فعندما تذهب إلى باريس مثلا أو بيروت تشعر أن الثقافة توجد في الحياة فالأكل ثقافة والعمران ثقافة واللباس ثقافة والكتاب في كل مكان ونحن في الجزائر لا نشعر بهذه العلاقة الصميمة مع الثقافة التي تنشط أو تبرمج·· هي مفصولة عن حركية المجتمع أو يوميات المواطن· أما النخبة فهي تعيش هامشها حتى لو كانت في المركز لكنه هامش ضيق يشبع غربة المسجون في الزنزانة، ومن هذا الباب يجب أن تكون السياسة الثقافية سياسة تنظر في هذا البعد اليومي وتقدم إستراتيجية طويلة المدى حتى يكون لكل البرامج التي تقترحها الوزارة، متمنيا أن تشرك غيرها معها فالوصاية يجب أن تكون فقط في الدعم والتشجيع وليس في الاحتكار كما هو السائد اليوم·· أثر حقيقي ومفعول يبقى مستمرا في العقول والواقع·· وأخيرا أقدم كل تحياتي بمناسبة السنة الجديدة·
الشاعر جيلالي نجاري الثقافة الجزائرية في ..2011 لا حدث
حاولت حتى أضمن لنفسي قدرا من الموضوعية فيما سأكتب عن قطاع الثقافة في بلادي خلال 2011 البحث في ”الويب” وفي الذاكرة وفي الصحف وعلى رفوف المكتبات عن أهم ما ميّز العام الذي يتأهب للخروج من صخب حياتنا ليدخل في دبيب التاريخ، فلم أجد – للأسف – ما يمكن أن أعتبره حدثا كبيرا أو برنامجا ذي بال أو مشروعا استراتيجيا يستحق الثناء· سيقول لي المنافحون عن الصدى إن تلمسان ما تزال لحد الساعة عاصمة الثقافة الإسلامية وإن برنامجها ”الثري” والمشاركين فيه هم من صنع ويصنع الحدث البارز عندنا· أقول لهؤلاء إن أغلبية المثقفين الجزائريين في كافة مدن الأطراف والهامش، وهم على عتبة انقضاء السنة، لم يسمعوا ببرنامج وأثر هذه ”العاصمة الثقافية الافتراضية” بل إنهم يتأسفون على سياسة الإقصاء التي طالتهم وأبعدتهم عن المشاركة في أي لقاء من لقاءات هذه التظاهرة· سيقولون إن المسرح الوطني أقام مهرجانا دوليا وإن المشاركة فيه كانت ”رهيبة”·· أقول اذكروا لنا عرضا واحدا نال استحسان واهتمام النقد محليا وعربيا· سيقول أحدهم، إن المعرض الدولي للكتاب استضاف عددا منقطع النظير من الدول المشاركة، أقول له بكل روية، إن المعرض الذي يقام في خيمة قريبا من جمهور كرة القدم إهانة للكتاب وللحرف في كل لغات العالم· أما مهرجان السينما، فلن أطيل الحديث عن بهرجه، هرجه ومرجه لأن القائمين عليه ما زالوا يصرون على استضافة المسيئين للجزائر وتكريمهم نكاية في حسنا الفني والوطني· أما عن حضور اتحاد الكتاب الجزائريين، فلم يعد له وجود إلا في أذهان القائمين على شؤونه البائسة، فقد هجره الكتابُ والمفكِّرون والأدباء ولم يعد له أثر لا محليا ولا عربيا، وليس أدل على ذلك سوى الوضع العام المتردي الذي يعرفه هذا الاتحاد المشتت· هل سأكون متجنيا لو قلت إن السنوات العجاف تتوالى وتتشابه وإن سنة 2011 لا حدث·· نعم، سأقولها وأمضي·
المسرحي علي جبارة 100 مهرجان دون فائدة حال الثقافة في الجزائر يسير من سيء إلى أسوء، فكل شيء مسيس ومناسباتي·· لا نرى سوى كثرة المهرجانات التي تجاوز عددها المائة بدون فائدة··أموال طائلة تصرف والخاسر هو الجمهور والفنان الجزائري وخير دليل مهرجان السينما الأخير في وهران، والمهرجان الدولي للمسرح في بجاية·· المشكلة في رأيي أن القائمين على هذا القطاع وعلى رأسهم الوزيرة لا علاقة لهم بالثقافة، الوزيرة هي من تسببت في تشريد الفن والثقافة في الجزائر·