شهدت مختلف محطات البنزين ونقاط بيع شركة نفطال بمدينة الشلف، نقصا شديدا في البترولية وخاصة البنزين، مما تسبب في تكدس السيارات والشاحنات ومركبات النقل الجماعي بمحطات الوقود، وظهور سوق سوداء لبيع البنزين وخاصة في البلديات الجنوبية لعاصمة الولاية، مع وقوع مشاحنات بين أصحاب المركبات على أولوية التموين، وتسببت الأزمة في عزوف التلاميذ القاطنين في المناطق النائية عن الالتحاق بمقاعد الدراسة، علاوة على ارتباك الحركة المرورية على الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين الشلف ووادي سلي وبالتحديد حي بن سونة الذي تحول الى حلبة ملاكمة على خلفية شح المواد النفطية بمحطة نفطال التي لم تقو على استيعاب العشرات من طالبي البنزين والغاز في ظل تدفق العديد من مستعملي الطريق السيار شرق غرب على محطة خدمات الشركة العمومية المذكورة بالمنطقة ذاتها لتعبئة الوقود لاستكمال رحلاتهم إلى الغرب الجزائري· كما بدت محطات تابعة لخواص خالية من الحركة لعدم توفر المواد البترولية السائلة كما هو الحال في احياء الحرية، الاخوة عباد، الحي الشرقي وعلى طول الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين الشلف وتيسمسيلت في ظل ورود معلومات عن تسرب كميات من الوقود لأجل خلق سوق سوداء في الوقت الذي غابت فيه الرقابة التموينية والمتابعة اليومية من قبل ملاك المحطات· كما اشتعلت أزمة البنزين مجددًا منذ أسبوع وتناقصت الكميات الواردة إلى المحطات بالجهة الشمالية للولاية ذاتها وبالأحرى تنس وسيدي عكاشة أبو الحسن والمرسى الساحلية· فظهرت طوابير السيارات لتقف بالساعات أمامها، بينما اضطر بعضها الآخر إلى التوقف عن العمل بسبب فراغ المحركات من المواد المذكورة، أو البحث عن البنزين بأطراف المدن، وعلى الطرق السريعة حتى وصلت إلى محطات الولايات الساحلية المجاورة على غرار مستغانم وتيبازة فلم تجده· الأزمة تسببت في حدوث مناوشات ومشاجرات بين السائقين، أو بينهم وبين العاملين في المحطات، استخدمت فيها الأسلحة البيضاء بسبب أولوية في التزود بالبنزين، وعدم الانتظار لتموين سياراتهم·
فيما اتهم البعض أصحاب المحطات باستغلال الأزمة وسعيهم لقلب الكمية أو بيعها للتجار لجني مزيد من الأرباح، وطالبوا بتكثيف الرقابة والتصدي لظاهرة الدلاء أو”الجيراكات” كما يصفها البعض، بينما ارتفعت أسعار الخضراوات، والفاكهة بالأسواق بعد فشل المزارعين في نقل محاصيلهم بأسعار مناسبة·
وفي بلدية وادي الفضة هدد السائقون بوقفات احتجاجية متكررة حتى يتم حل الأزمة وتوفير مبتغاهم· وهي الأزمة نفسها التي تشهدها مدينة بوقادير غرب عاصمة الولاية بعد عودة مشهد الطوابير أمام بعض المحطات لتعطل المركبات عن السير ورغبة الجميع في الحصول على التعبئة، حيث ظهرت الطوابير أمام المحطات انتظارا للحصول علي البنزين وسط استياء من السائقين وأصحاب السيارات بسبب التجاهل المستمر للأزمة من جانب المسؤولين·
أما أصحاب ”كارزانات” فواصلوا اعتصامهم أمام محطة نقل المسافرين بين الخطوط الداخلية للمطالبة بالبنزين وهددوا بتصعيد الأمر وعمل إضراب جماعي وقطع الطرق الرئيسية وشل الشوارع مع إعاقة الحركة المرورية أمام السيارات·