لا تزال معظم ولايات الغرب الجزائري تعاني أزمة وقود حادة، منها عين تموشنت، معسكر، سيدي بلعباس، مستغانم وغيرها، في الوقت الذي بدأت تظهر بوادر الانفراج في وهران. رسمت طوابير السيارات أمام محطات البنزين في مدن وطرقات غرب البلاد، ديكور نهاية سنة 2011، حيث لا يتذكر الناس ''أزمة عامة'' وبمثل هذه الحدة في وقود السيارات من الأنواع الثلاثة للبنزين، العادي، الممتاز ومن دون رصاص. وزاد صمت شركة نفطال، حيال الأزمة، من توتر أصحاب السيارات، خاصة منهم سائقو سيارات الأجرة، وكذا مسيرو حظائر المستشفيات التي تضم سيارات الإسعاف ومصالح الأمن أيضا. ولقد علقت محطات الوقود خراطيم التوزيع يومي الإثنين والثلاثاء في وهران، وقبلها في مجموع ولايات غرب البلاد. حيث توقف التزويد منذ يوم الأحد 25 ديسمبر. وإذا كانت شركة نفطال قد ربطت الأزمة بسوء الأحوال الجوية التي شهدها السواحل الجزائرية، والصعوبة التي لقيتها بواخر شحن الوقود من ميناء سكيكدة إلى وهران في الأيام الماضية، ما تسبب في اضطراب في تشكيل المخزون، فإن المواطنين سخروا من هذا التبرير بالقول ''من غرابة الصدف أن السمك بمختلف أنواعه متوفر هذه الأيام، علما أن البواخر لا تصطاده في البر''. والواقع أن الأزمة تزامنت مع تأخر انتهاء أشغال صيانة مركب التخزين التابع لشركة نفطال والواقع في المنطقة الصناعية لأرزيو. هذا المركب يتزود بالبنزين المستقدم من سكيكدة وكذلك المستورد من الخارج، ويخضع لأشغال صيانة، كان من المنتظر ألا تستغرق أكثر من شهرين، حسب مصادر مؤكدة من مؤسسة سوناطراك، إلا أنها لم تكتمل رغم مرور أربعة أشهر. وأضافت ذات المصادر أن التأخير تسبب فيه تأخر تسلّم قطع الغيار المستوردة من الخارج ''لأسباب بيروقراطية''. ومن جهة أخرى، لم يعرف التزويد بالمازوت أي اضطراب أو ندرة، حيث كان متوفرا بشكل جيد على مستوى كل محطات غرب البلاد، رغم أنه يعتبر المادة الأكثر تهريبا إلى المملكة المغربية، لكون السيارات في هذه الدولة تستعمل المازوت بكثرة، نظرا لانخفاض سعره. وما زاد من تعقيد عملية تزويد محطات التوزيع بالوقود النظام الجديد الذي وضعته مؤسسة نفطال في التعامل مع الموزعين المعتمدين، حيث وضعت نظاما يوفر لهم الفائدة حسب عدد الكيلومترات التي يقطعونها من محطة التزود إلى محطات البنزين في الولايات، ما جعل عددا كبيرا من أصحاب الشاحنات المجهزة بصهاريج الوقود، والذين تم توجيههم لتزويد المحطات الواقعة في المدن قريبا من مراكز التخزين التابعة لمؤسسة نفطال، يوقفون النشاط ويحوّلون شاحناتهم لنقل البضائع، بالنظر إلى تراجع مداخيلهم. نفطال: ''أزمة الوقود ستنفرج قريبا'' من جهتها ذكرت الشركة الوطنية لتوزيع المواد البترولية نفطال أن أزمة الوقود المسجلة خلال الأيام الأخيرة بولايات شمال غرب البلاد، ستنفرج قريبا، مؤكدة أن الشركة قامت بتوفير وتعبئة جميع وسائل نقلها البري لحل هذه الأزمة وعودة تموين محطات هذه الولايات بصفة عادية في القريب العاجل، بعد انطلاق نشاط الموانئ. وأرجعت شركة نفطال، في بيان صادر أمس، أزمة الوقود التي عرفتها ولايات الغرب لمدة تجاوزت الثمانية الأيام، إلى سوء الأحوال الجوية ''الاستثنائية'' التي سجلتها ولايات هذه المناطق والتي تسببت في توقف نشاط الموانئ، المموّن الرئيسي لهذه الولايات بالوقود خاصة منها ميناء سكيكدة.