تصاعدت أمس حدة الاحتجاجات في أوساط المئات من سكان مدينة الأغواط، إثر إقدام السلطات على منعهم بالقوة من التجمهر أمام مقر الولاية للمطالبة بإلغاء قائمة المستفيدين من برنامج السكنات الهشة· وتفاجأ المحتجون، منذ صباح أمس بانتشار كثيف لقوات مكافحة الشغب التي اتخذت مواقع استراتيجية لها عبر محاور الطرق الرئيسية والشوارع المحورية المحيطة بمقر الولاية، وسط حالة من القلق والترقب في أوساط السكان مخافة انفلات الأوضاع الأمنية· وعبر الشباب المحتجون عن استنكارهم تدخل الأمن لإفشال اعتصامهم المفتوح أمام مقر الولاية ولجوء السلطات الولائية إلى استعمال لغة القوة، التي يرونها سببا في تأجيج الأوضاع التي كانت تسير بطرق سلمية وبعيدة تماما عن كل الاستفزازات أو أعمال التخريب حسبهم واتهم المحتجون بعض من وصفوهم ب”المندسين” وسط شباب الأغواط بإثارة الفتنة وزرع البلبة والفوضى· وقد عاينت ”البلاد” الأوضاع المشوبة بحالة من الترقب والقلق الشديدين بالطرق الرئيسية، بعدما تم غلق جميع المنافذ الرئيسية المؤدية باتجاه مقر الولاية ومنع الشباب من المرور إليها، لا سيما على مستوى مفترق الطرق المؤدية إلى حي الصادقية وقصر البزائم والشطيط وجوانب حي الصنوبر الذي شهد هو الآخر تعزيزات أمنية غير مسبوقة· هذا ورغم البيان الذي أصدره والي الأغواط المتضمن تجميد القائمة الإسمية محل النزاع وعدم تمكين المستفيدين منها من قرارات الإيجار، وكذا فتح تحقيق حول هوية أصحابها وتهديدهم حسب البيان بالمتابعات القضائية إذا ما ثبت تورطهم في التصريح الكاذب، إلى جانب محاسبة المسؤولين المتورطين في الوضع، إلا أن المحتجين رفضوا دعوة المسؤول الأول للهيئة التنفيذية بالولاية وطالبوا بإلغاء القائمة نهائيا، وقتح تحقيق على أعلى مستوى لمحاسبة من تسببوا حسبهم في حرمان سكان الولاية من حقهم في السكن وتفضيل آخرين قدموا حديثا من ولاية الجلفة·