الاحتجاجات التي تعيشها ولاية الأغواط خرجت من دائرة الغضب المحلي المشروع على طريقة توزيع ”حصة” سكنية متواضعة، لتأخذ الأمور بعدا دوليا عن توزيع ممنهج للفوضى بهدف استنساخ ”بن بوزيد” تونسية في منطقة حساسة ”نفطيا” يراد لها أن تكون معبرا لأكثر من ميدان تحرير لايزال مسعى مرتجى لجهات إقليمية ووطنية مستترة· فالطريقة التي أججت ودوّلت بها قناة ”المغاربية” حدثا عابرا عن حصة من مئة سكن، تدفعنا إلى وضع علامة استفهام أمام هذا النفخ في الرماد لاختلاق بؤر للتوتر الاجتماعي في محاولات يائسة لاستدعاء الشارع لربيع ”الجنوب” بعدما فشلت مهمات الإنزال ”الربيعي” في شمال سبت سعيد سعدي·· بغض النظر عن أن من حق مواطني الأغواط وحتى مواطني ”تومبوكتو” الوقوف في وجه التجاوزات الرسمية وما أكثرها في جزائر العزة بلا ”سكن”، فإن ما جرى في الأغواط خلال أسبوع من تأجيج الفوضى، يدفعنا إلى تحليل المشكلة في حد ”غوطها”، فهل الأمر يتعلق بحصة من مئة سكن ذهبت ”للبرانية” كما يسمي الأغواطيون كل من لا ينتمي إليهم، أم أنها في التركيبة البشرية لأغواط ظلت معزولة عن المحيط الخارجي في رفضها مواطنة الآخر ولو عاش فيها قرنا من ”التغوط”! التجاوز المستتر والمتغاضى عنه في حصة السكن الهش التي صنعت حدث الفوضى، لم يكن في المحسوبية ولا في المحاباة أو ”الرشوة” المفترضة، وإنما في مضمون القائمة وشكلها ”العرقي” الذي أخرج الأغواط من جزائريتها ليؤذن مهندسو الحدث لفتنة أن الأغواط للأغواطيين فقط، أما ما عداهم من سكان فإنهم حتى لو عاشوا مئة عام فإنهم سيظلون ”برانية” بلا حقوق ولا ”مواطنة” أغواطية·· ففي فائدة من يصب هذا التعصب المقيت؟ يكتبها: أسامة وحيد