أقدم أمس سكان حي سيبوس ببلدية عنابة على قطع الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي عنابة والطارف باستعمال الحجارة والمتاريس وأغصان الأشجار، في حين لجأ أرباب عائلات الى حمل قارورات غاز البوتان والتهديد بالانتحار الجماعي حرقا احتجاجا على تماطل السلطات الولائية في إيفاد لجنة تحقيق في القوائم المستفيدين من حصة 100 مسكن اجتماعي التي أفرجت عنها مصالح الدائرة. وبعد شل الحركة المرورية عدة ساعات تمكنت قوات الأمن من فتحها في وجه مستعملي الطريق. وقد نقل المتظاهرون احتجاجهم إلى مقر الولاية حيث سارعت قوات مكافحة الشغب إلى تطويق كل مداخل ولاية عنابة واعتقال حوالي 15 شخصا تمادوا في أعمال الشغب التي شنوها. ورغم ذلك واصل السكان احتجاجاتهم وكان في مقدمتهم شباب وأطفال صغار ونساء مسنات كانوا يرشقون المقر بالحجارة ويصرخون تنديدا بالوعود الكاذبة ''نريد السكنى.. جبتو البرانية لحي جوانو (سيبوس) ونسيتوناح باراكات من الحفرة باراكات..''. وقد تطلب الوضع تدخل قوات ثانية بعد محاولات النسوة اعتراض حركة السيارات بالطريق المحوري. و قد تعهد والي عنابة في اجتماع مع وفد يمثل العائلات المحتجة بمراجعة القائمة و إسقاط الأسماء محل طعون من طرف المواطنين. من جهة أخرى اعتصم امس المئات من أرباب الأسر القاطنة بالسكنات الهشة أمام مقر دائرة عنابة تنديدا بتأخر توزيع حصة 1960مسكن اجتماعي ايجاري جاهز منذ ثلاثة أشهر و عبر المحتجون عن استيائهم لتدهور الظروف الإجتماعية القاسية التي يعيشونها في بنايات تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة. و طالب الغاضبون الذين يقطنون سكنات آيلة للانهيار بضاحية ف البلاص دارم '' بالمدينة القديمة، أو في بيوت قصديرية بالمنطقة الفوضوية لسيدي حربئ بضرورة التدخل الفوري و لمسؤول الجهاز التنفيذي، من أجل إتخاذ إجراءات من شأنها أن تجبر مصالح الدائرة عن الإفراج عن قائمة المستفيدين من السكنات الإجتماعية ذات الطابع الإيجاري، لأن اللجنة المختصة كانت قد إنتهت من تحقيقاتها الميدانية منذ أشهر عديدة، و قامت بغربلة كبيرة في الملفات التي كانت مودعة لدى المصالح المعنية، لكن قائمة المستفيدين تبقى تنتظر الفصل النهائي من طرف مسؤولي الدائرة، رغم أن أصحاب الملفات كانوا ينتظرون مطلع السنة الجارية الإفراج الرسمي عن هذه القائمة.