يعيش سكان واد يعقوب التي تبعد عن مسجد ابن باديس بنحو كيلومتر واحد بحي زواغي بقسنطينة، وسط ظروف اجتماعية جد متردية جراء افتقار المنطقة لأبسط شروط العيش الكريم، فالزائر للمنطقة يلاحظ منذ الوهلة الأولى التي تطأ أقدامه فيها المنطقة حجم المعاناة التي تتكبدها هذه العائلات التي يزيد عددها عن 20 عائلة تعيش ظروفا صعبة وقاسية منذ عدة سنوات· سكان القرية وفي معرض حديثهم معنا أعربوا عن استيائهم وتذمرهم من الظروف الاجتماعية المزرية التي يعيشونها يوميا جراء حالة التهميش التي يتخبطون فيها منذ سنوات عدة، الأمر الذي تمخض عنه إقصاء السكان من الاستفادة من جملة المشاريع التنموية المحلية، إلى جانب انعدام غاز المدينة الذي يعتبر المطلب الضروري والذي زاد من شقاء سكان هذه القرية· الغاز حلم لم يتحقق والمياه الهاجس الأكبر عدم استفادة السكان من عملية الربط بغاز المدينة زاد من عمق معاناتهم اليومية التي جعلتهم في حالة استنفار دائم من أجل توفير قارورات غاز البوثان الذي يشهد ندرة حادة خلال فصل الشتاء، في ظل تعنت الناشطين الخواص عن الالتزام بشكل مستمر بجلب هذه المادة الحيوية التي تنفد بسرعة، الأمر الذي جعل غالبية السكان يلجأون لاستغلال الحطب لمجابهة برودة المنطقة، خاصة وأن هذه الأخيرة تتميز بطبيعة مناخها الشديد البرودة على اعتبار الطابع الجبلي، إضافة إلى تحملهم أعباء التزود بقارورات غاز البوتان رغم غلاء أسعارها والتي تصل أحيانا إلى 250دج للقارورة، حيث أضحى الغاز حلما لسكان القرية· كما أصبح هذا المطلب الأكثر إلحاحا من بين جملة مطالبهم العديدة، لا سيما وأنهم بأمس الحاجة لهذه المادة الحيوية· إضافة إلى أن القرية تعاني من نقص المياه، إذ أنهم يتزودون بهذه المادة من ينابيع طبيعية متواجدة بالمنطقة التي كثيرا ما تجف أثناء أيام الصيف الحارة، ما يقحم السكان وسط حلقة لا متناهية من الاستنفار الدائم لتوفير هذا العنصر الحيوي متحملين وطأة الظروف الطبيعية القاسية· مشاريع تنموية غائبة والسكان يدفعون الثمن باهظا سكان قرية واد يعقوب المعروفة ابالرحمونيب وفي خضم حديثهم معنا، قالوا إن مساكنهم تنعدم بها قنوات الصرف الصحي، حيث اضطر أهالي المنطقة لاعتماد الطرق التقليدية للتخلص من فضلاتهم بطرق بدائية، الوضع الذي نجمت عنه العديد من التداعيات السلبية التي أثرت بشكل مباشر على المحيط، ما جعلها تعصف بسلامة وصحة السكان بشكل مباشر، ناهيك عن حالة الانسداد التي تعرفها هذه الأخيرة وما ينجر عنها من انتشار الروائح الكريهة، وتردي الوضع البيئي بالمنطقة، ما أسهم بشكل مباشر في إصابة السكان بالعديد من الأمراض الجلدية والصدرية خاصة خلال فصل الصيف، حيث تسهم درجات الحرارة المرتفعة في تفاقم مأساة السكان· هذا وقد أعرب السكان عن امتعاضهم من عدم استفادة قريتهم من كافة مشاريع التهيئة الريفية، فطرقات القرية عبارة عن مسالك ريفية تتحول بمجرد تساقط الأمطار إلى برك مائية، حيث تصبح الأوحال هي سيدة الموقف، خاصة بالنسبة لأطفال القرية الذين يضطرون لقطع هذه المسالك الصعبة للالتحاق بمدارسهم· هذه الظروف الصعبة التي يعيشها سكان قرية واد يعقوب تعتبر جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية في ظل غياب المرافق الصحية والاجتماعية، وهي الظروف التي جعلت أهالي المنطقة يستغيثون بمسؤوليهم في كل مرة، غير أن تخاذل السلطات وصمتها اتجاه الوضعية التي يعيشونها جعلهم أكثر معاناة، حيث لم يجدوا آذانا صاغية ولغاية كتابة هذه الأسطر تبقى وضعية السكان على حالها دون أي تدخل أو محاولة الاستماع من طرف السلطات المحلية·