أوقع تلاميذ ثانوية محمد بوضياف بحي المدنية، المحاضرين في ندوة حول الذكرى ال20 لعودة الرئيس الراحل محمد بوضياف إلى الجزائر من منفاه بالغرب، في حرج كبير أمس، حيث اضطر المحاضرون إلى التهرب من أسئلة التلاميذ الذين انهالوا على أعضاء المنصة بكم من أسئلة دلت جميعها على وعي كبير بتاريخ الجزائر القريب والبعيد، وعن حجم الاستفهامات التي تدور في أذهان جيل صاعد حول تاريخه دون أن يجدوا لها جواب في مقررات بن بوزيد، حسب نفس التلاميذ إحدى التلميذات قالت إن التهرب من الإجابة عن مثل هذه الأسئلة ممن صنعوا أحداث الثورة وعدم إشباع المقرر من دروس التاريخ لحب الاطلاع على التاريخ الوطني لدى التلاميذ، سببان لتوسيع الهوة بين جيل الاستقلال وبين من صنعوا تاريخ الجزائر بالأمس القريب، وكان أول سؤال طرح على المنصة بعد أن فتح رئيس جمعية مشعل الشهيد باب الأسئلة للتلاميذ الحاضرين بالمناسبة، هو لماذا لا تطالب الجزائر الرسمية فرنسا بالاعتذار عن جرائمها وتستصدر قانونا لتجريمها؟! وهو السؤال الذي لم يسمع التلاميذ جوابا عنه من المنشطين للندوة، وعلى رأسهم الدكتور محمد عباس ورفيق درب المرحوم محمد بوضياف بالمغرب خلال ثورة التحرير الطيب الثعالبي المدعو عمي الطيب، حيث أكدت الطالبة التي طرحت السؤال ل”البلاد” أنها كانت تعلم أن المحاضرين سيتهربون من الإجابة، لكنها بحثت من وراء سؤالها عن سر الخوف الذي سجلته لدى المسؤولين الجزائريين كلما ذكر موضوع تجريم الاستعمار ومطالبته بالاعتذار عن الجرائم التي ذهب ضحيتها مليون ونصف مليون شهيد· كما اقتصر جواب أعضاء المنصة على جمل فضفاضة ردا على الأسئلة التي توالت عليهم من قبيل علاقة اغتيال بوضياف بماضي ثورة التحرير وكذا سر التجاء محمد بوضياف إلى المغرب، وعن الحقائق التاريخية لأصل الخلاف المعروف خلال تاريخ الثورة بين المصاليين والمركزيين· وطالب رفيق المرحوم الطيب الثعالبي في تصريح للصحافة الوطنية المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، بضرورة الاستجابة لنداء الأجيال وتحمل مسؤولياتهم التاريخية بمطالبة فرنسا بالاعتذار رسميا عن جرائمها واستصدار قانون يجرم الاستعمار عملا بمبدأ المعاملة بالمثل· كما اعتبر أن من بين أسباب اغتيال المرحوم بوضياف هو أمره بتشكيل لجنة تحقيق في مظاهر الثراء التي بدت على كثير من المسؤولين الجزائريين آنذاك، ومن جهة أخرى اعتبر الدكتور محمد عباس أن عودة المرحوم سنة 1992 للجزائر كانت تلبية لنداء الجزائر في تلك الفترة· وأضاف أن عودة بوضياف إلى الجزائر هو بمثابة رد اعتبار لهذا الرجل التاريخي بعد أن ظل منفيا بالمغرب منذ الستينات· وأضاف لو أنه مات بالمغرب لكان موته لا حدث بالنسبة لغالبية الجزائريين، داعيا التلاميذ إلى استخلاص الدروس من التضحيات التي دفعها الآباء ورفع التحدي الذي تواجهه الجزائر والمتمثل في خلق اقتصاد منتج وثقافة وطنية تحميه من التيه التاريخي الذي قال إن الجيل الحالي يتخبط فيه·