امتد غضب مواطن بلدية عين والمان جنوب ولاية سطيف، هذا الأسبوع، من مشتة الكرمة بلفريقات ليصل إلى مناطق أخرى بالبلدية، حيث قام أمسية أمس العشرات من سكان منطقة بئر قصيعة الواقعة بالناحية الجنوبية للبلدية بغلق الطريق الوطني رقم ,28 مستعملين في ذلك المتاريس والحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية، مانعين بذلك أي حركة مرورية· وحسب المحتجين، فإن هذه الخرجة الاحتجاجية جاءت نتيجة المعاناة اليومية التي يتخبط فيها هؤلاء، مجمعين على التهميش الذي تعرفه منطقتهم واتهموا المسؤولين بتفضيل مناطق على حساب أخرى مما خلق حالة من الانقسام بين سكان البلدية، مؤكدين أن سكناتهم ظلت طوال سنوات مضت خارج اهتمامات المسؤولين مما ولد لديهم معاناة كبيرة يتكبدها ويدفع ثمنها السكان المحليون، خاصة وأن هذه التجمعات ليست بالبعيدة عن مقر البلدية إلا ببضع الكيلومترات، مما يستوجب على السلطات المحلية والولائية ضرورة التدخل قصد استفادة هؤلاء من مشاريع تنموية لإخراجهم من العزلة، مؤكدين أن قريتهم لم تمسها عمليات التهيئة، خصوصا منها تعبيد الطرقات خاصة الرئيسية، مما يصعب عليهم التنقل خلال نزول الأمطار لتتحول المسالك الريفية إلى أوحال وبرك مائية· وأكثر ما يؤرق السكان عدم استفادتهم من الغاز الطبيعي، حيث يطالبون كل مرة بضرورة برمجة استفادتهم من هذه المادة الضرورية، إذ تعيش المئات من العائلات الفقيرة التي تقطن بالمنطقة في ظروف جد قاسية، نظرا لقلة إمكانياتهم، إذ يلجأون وسط البرد القارس شتاء للاحتطاب من الجبال المجاورة للتدفئة ويتكبدون عناء كبيرا لنقل الماء من المنبع المتواجد على مستوى القرية والذي يعتبر المصدر الرئيسي والوحيد الذي لم يبخل عليهم بالماء العذب منذ الاستقلال، وقد اشتكى هؤلاء السكان من ظروف الحياة القاسية التي أرهقت كاهلهم بدءا بالعطش الذي لازمهم منذ مدة زمنية طويلة، حيث إن شبكة التوزيع التي تم توصيلها من الأنبوب الرئيسي بإمكانياتهم الخاصة، تعرف قلة النظافة وذلك لاختلاط الأوحال بماء الحنفيات، وهذا ما يدفعهم إلى جلب هذه المادة الحيوية من المنبع المذكور باستعمال ”الطونو” الذي تجره البغال والأحمرة· فيما أشار لنا آخرون إلى انعدام الكهرباء وهو الأمر الذي دفعهم إلى التوصيلات العشوائية للأسلاك الكهربائية ولمسافات طويلة وهذا ما يشكل بدوره خطرا كبيرا على سلامة هؤلاء السكان· فيما لا تزال بعض المنازل تستعمل الشموع والقناديل للإنارة· أما بالنسبة لقنوات الصرف الصحي، فيعتبر حلما لهؤلاء السكان الذين ما زالوا يستعملون الطرق التقليدية المتمثلة في حفر الخنادق أمام منازلهم لصرف فضلاتهم· أما النقل بهذه القرية المعزولة فيعتبر مشكلا آخر يضاف إلى بقية المشاكل المذكورة الذي زاد في حد المعاناة وأرهق كاهل السكان خاصة النقل المدرسي، حيث يقطع التلاميذ مسافات طويلة للوصول إلى الطريق الرئيسي وقد لجأ بسبب هذا المشكل العديد من الأولياء إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة نظرا لحجم المعاناة التي يكابدونها يوميا· المحتجون أكدوا لنا أنهم ملوا الوعود الكاذبة، إذ اشتكوا للمسؤولين المحليين في العديد من المرات لكن وعودهم بقيت جوفاء ولم تتجسد إلى غاية اليوم وهذا مادفع بهم إلى هذه الحركة الاحتجاجية· وقد تدخلت السلطات المحلية والأمنية لأجل السيطرة على الوضع واحتوائه ومحاولة تهدئة المواطنين المطالبين بحضور الوالي لأجل النظر في انشغالاتهم· من جهته قرر رئيس البلدية بلمداني لخضر ضم صوته لهؤلاء المقصيين وإدراج مشاريع تنموية في الآجال القريبة والعمل على إيصال طالباتهم إلى المسؤول الأول في الولاية للنظر فيها ·