تعيش مئات العائلات القاطنة بقرية "بئر قصيعة" ببلدية عين ولمان في ظروف جد قاسية ، حيث لا يزال هؤلاء السكان يحتطبون لأجل التدفئة و يستعملون الاحمرة و البغال لنقل الماء من المنبع الوحيد المتواجد على مستوى القرية . وقد مكنتنا الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها للمنطقة من الاطلاع على حجم المعاناة التي يكابدها هؤلاء السكان الذين أكدوا لنا انه لم يزرهم احد من المسؤولين إلا في وقت الانتخابات ،وبمجرد وصولنا للمنطقة لاحظنا العديد من المواطنين ملتفين حول المنبع المائي الذي يعتبر المصدر الرئيسي و الوحيد الذي لم يبخل عليهم بالماء العذب منذ الاستقلال ،وقد اشتكى هؤلاء السكان من ظروف الحياة القاسية التي أرهقت كاهلهم بدءا بالعطش الذي لازمهم منذ مدة زمنية طويلة حيث أن شبكة التوزيع التي تم توصيلها من الأنبوب الرئيسي بإمكانياتهم الخاصة،تعرف قلة النظافة و ذلك لاختلاط الأوحال بماء الحنفيات، وهذا ما يدفعهم إلى جلب هذه المادة الحيوية من المنبع المذكور بإستعمال " الطونو" الذي تجره البغال و الاحمرة ،فيما أشار لنا آخرون إلى انعدام الكهرباء وهو الأمر الذي دفعهم إلى التوصيلات العشوائية للأسلاك الكهربائية و لمسافات طويلة وهذا ما يشكل بدوره خطرا كبيرا على سلامة هؤلاء السكان ،كما لاتزال بعض المنازل تستعمل الشموع و القناديل للإنارة ،أما بالنسبة للقنوات الصرف الصحي فيعتبر حلما لهؤلاء السكان الذين مازالوا يستعملون الطرق التقليدية المتمثلة في حفر الخنادق أمام منازلهم لصرف فضلاتهم ،أما النقل بهذه القرية المعزولة فيعتبر مشكلا آخر يضاف إلى بقية المشاكل المذكورة الذي زاد في حد المعاناة و أرهق كاهل السكان خاصة النقل المدرسي حيث يقطع التلاميذ مسافات طويلة للوصول إلى الطريق الرئيسي وقد لجا بسبب هذا المشكل العديد من أولياء إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة نظرا لحجم المعاناة التي يكابدونها يوميا ،و نظرا لقلة إمكانيات هؤلاء الغلابة فإنهم يلجئون وسط البرد القارص شتاءا للاحتطاب من الجبال المجاورة للتدفئة. السكان أكدوا لنا أنهم اشتكوا للمسؤولين المحليين في العديد من المرات لكن وعودهم بقيت جوفاء و لم تتجسد إلى غاية اليوم ، للإشارة أننا حاولنا الاتصال برئيس بلدية عين ولمان في العديد من المرات لكننا لم نتمكن من ذلك .