هذا تحذير شديد اللهجة، تحزير كما ينطق باراك مصر الذي ينتظر من سيحكم بين تسيب (ي) ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية (كلبها) علينا وبين ال (نتن) ياهو حتى يقرر ماهو فاعل بمعبر رفح وفضح!! ... أقول هذا تحذير لكلّ السلطات العليا (والسفلى) في المدن الشمالية... أنتم تغرسون الأشجار خاصة النخيل في إطار برنامج مليون شجرة (أمام مليون مسكن وحجرة)، وأنا على يقين بأن الانقلاب المناخي (الذي لايضاهيه إلا الانقلاب المخى الذي هو في عقولنا) سيجعل غابات النخيل تثمر تمرا ورطبا! كأشجار التوت مثلا... فلمن ستعود ملكيتها إذا ما أثمرت ولفتت انتباه السكان والمارّة خاصة أن سعر الكيلو لاينزل عن ال 200 دينار؟ في علم الغيب !! هذا سؤال مهم ومطروح حاليا وينبغي للدرسات الاستشرافية والمستقبلية أن تحسم فيه حتى تتفادى وقوع الفاس في الراس! فأنا قرأت مثلا أن هيئة هندسية طرحت مؤخرا للإدارة برنامجا مفصلا للفصل فيما يسمى بالأجزاء المشتركة بين الجيران، لكي لايعتدى أحدنا على غيره، فتخرج لنا هوشة لانشبهها إلا هوشة الكلاب في حقول الفول، والثيران في السهول! فقد يعتبر واحد أن من حقه أن تمسمر أمام بيت جاره، لأن ما أمام البيت ليس ملكه! وهناك من يرى أن الطريق نفسه طريق أولاد الحومة، وليس من حق أحد أن يمر فيه إلا بتصريح إستثنائي كما يمر موكب النائب البريطاني الذي يذهب في جولة تفقدية وعملية عبر أجزاء من أروبا وشمال إفريقيا باتجاه معبر عمنا المبارك! فكيف الحال إذا كان تمر في علم الغيب أغلى من سعر الترفاس، وليس أقل من سعر الدجاج الذي هاج حتى هو، ولا حتى يضاهي سعر السردين الذي قرر بدوره الحرفة منذ أن ركب الفلوكة بحار شهير برتبة وزير للصيد البحري أسمه إسماعيل ميهون لايضاهيه في قدرته الخارقة غير باباي كما في الفيلم الكارتوني الشهير! وترون بأنني لم أذهب طولا وعرضا للحديث في مجال الدراسات الاستشرافية (الصغيرة) حول الوقت الذي يلزمنا لكي ننتج قمرنا الاصطناعي، خاصّة أن الأقمار صارت من كثرتها تتناطح في السماء وتصادم كما نتناطح ونتصادم في الطرقات، ولم أذهب أيضا للبحث عن مستقبل الرجل الجديد الذي سيخرج لنا بعد خمسين عاما، ولا أقول مائة عام فيما يفكر... مثلنا في ماتحت الصرة أو ما فوقها، وهذا في الوقت الذي سيكون فيه الآخرون يحلمون بالعيش عيشة سعيدة فوق الكوكب الأحمر برغم البرد والإعصار! فالحق يقال إن الأمور يجب أن تكون ممنطقة، أي خاضعة للمنطق والعقل...ولو كانت البداية من عقل حمار وبغل... فالقادم أفضل وهذا مايحملني للحث على تنقية الأجواء في مسألة الحدود بين الجار والجار، والجار والحومة، والحومة مع الحومة الآخرى والدوار مع الدوار... إلى آخر المشوار. وعودة للنخيل الذي سيحبل بعد طول عقم بفضل تغير المناخ، في الشمال فقد سألت أحدهم في إحدى المدن الجنوبية لمكية من! فأذهلني أنه سيعود للمير! ومبرره أن الطريق الذي فيه الشجر ملك له.. وبالتالي فكل مافوقه يتبعه إلا الذين يمشون على اثنين فأغلب الظن أنه لايرغب فيهم إلا إذا حضرت صناديق الانتخاب وبالطبع إن كان هذا يرضي سكان الجنوب - مستثنى منهم سكان بريان الذين حسبوا أنفسهم دولة في حد ذاتها، وهي دشرة في الحقيقة لاتكفي حتى لإقامة معشر الذبان إن اجتمع وطار من بين الوديان، خاصة من وادي الحراش فإن ذلك لن يرضي رهوط الشمال! وأسوق لكم آخر مثال في بطولة رابطة الأبطال مابين الأحياء! فقد حدثت معارك طاحنة كمعارك داحس وغبراء (بسبب امرأة) وسيد اعلي مع الكفار في جهة بباب الوادي في قلب العاصمة لمدة ثلاث ليالي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا (لكونها بدائية) من الحجارة والسيف والقارورات الحارقة. والسبب من هو أحق بملعب صغير تابع للمير! فكل طرف يدعي حقه، في غياب مول الحق الذي هو المير ورئيس الدائرة والمربع أي رموز الدولة مع بقاياها! ولوحدث هذا في إحدى القصور النائيةأو مابين القبائل المتجاورة على ترسيم الحدود بين الجلفة والأغواط لفهم الوضع علي كونه قسمة للماء والكلأ والنار! وهي أسباب تقع من أجلها الحروب أما أن يقع هذا الاقتتال في وسط الدار داخل العاصمة، والكل يتفرج فهذا أمر يدعو للاستغراب وإن لم يعهد في هذه البلاد ما يبعث على ذلك، ولو صار الغراب سيد الغاب بعدما كان الأسد، وبعده الدب (نائبه) وإن سقط في الجب بحثا عن شهدة عسل! أصحاب القش... والثيران ! ثمة مثل شائع يقول إذا تصارعت الثيران، تضيع العجول بين الأرجل! هذا ماهو شائع ومألوف... لكن الأقدار تشاء عندنا أن كل طرف يتصارع فيما بينه على حده... فقد تكون العجول وهي تأكل القش وليس القرط بعد حنين المحصول قد ملّت وكلت من مغالبة الثيران بعد أن أعياها أمرها... فقد تم إحصاء، معدل هوشة ونصف يوميا على المستوى الوطني، وهي نسبة عالية شكلت احتجاج أصحاب القش على أصحاب الثيران وذرائعهم لاتنتهي بدءا من المسكن الذي لم يأت بعد بعد وعد والسقف الهش، والماء المقطوع والكهرباء غير المستقيمة، حتى وإن كان أصحاب الثور فعلوا ما بوسعهم أن يفعلوه لصالحهم لعلهم يرضون ويباركون... ويزكون... فالأمر في النهاية لايمكن حله لابعصا موسى، ولا بعصا سحرة فرعون بحكم كثرة الأفواه المفتوحة والسواعد التي تنتظر صدقة وانعدام البركة مع ذهاب النية وحضور سوء الظن بكل شيء من الملائكة والبشر إلى الحين! فالكبار من الثيران لهم من الأعذار مايجعل الأبقار تكف عن الخوار... فعندهم مشاريع كبرى مطلوبة للانجاز ألهوا بها أنفسهم كبناء المدن الجديدة والمصانع والمداشر وهذا لوجه الله لايطلبون جزاء ولاشكور!! وكل كايعللوه فقط هو تزويدهم بدنانير شعبية معدودات والباقي على خزينة عمى موح التي هي أعرف بأحوال الدار (الكبيرة)، وأعرف بثيرانها الجدد والقدامى وحاجة كل واحد منهم للنقد بالحساب والعد! وهم في النهاية لهم عالمهم الخاص... ومستقلون عنا وإن أطلوا علينا فبمنظار من فوق، وإن دخلوا في هوشة بينهم فيخرجون منها كما تخرج الشمة من العجين والإبرة من الطين والشوكة من السردين فيؤجلون مشاكلهم إلى مابعد عام أو عامين حتى يأتي الأمر مادامو أنهم كما قال عمن بشار (الصيد) في سوريا راكبون زورقا واحدا وربما يقود ياباي إلى مبتغاه ليستقر في جبال الهفار! أما الصغار فبدل أن يتفرجوا على الكبار ويعملون وفق رد من يحسب لمن يسكب يظلون يتقاتلون فيما بينهم ليس على المليار، بل على الدينار وبعض الأشجار والروتوار وحتى مرحاض (عمومي) في أدرار. ولهذا دعوتكم لاستباق الفاس قبل السقوط في الراس! لكن نرى رأس الفرطاس وقد فاق مرة آخرى في الزقاق وبين يديه طاس ماء