رفضت إسرائيل دعوة الرئيس المصري حسني مبارك لضبط النفس، وهددت باستخدام كامل قوتها لمنع إطلاق الصواريخ من غزة، فيما يستعد جنودها لشن عملية عسكرية على الفصائل الفلسطينية بعد الحصول على ضوء أخضر من المجلس الوزاري المصغر لشن عملية عسكرية ضد القطاع. وحذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي من أنه لا يمكن استمرار ما وصفه بترهيب المدنيين الإسرائيليين، وأن الجيش الإسرائيلي سيستخدم كل قوته لضرب ما سماها البِنية الإرهابية، وخلق واقع أمني جديد في القطاع. وأشار إلى أن القوات البرية والجوية مستعدة لتنفيذ أي عمل ضروري للدفاع عن الإسرائيليين. وقبل ذلك تعهدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني - عقب اجتماعها بالرئيس المصري في القاهرة - بتغيير الأوضاع في غزة، وجددت وصفها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها منظمة إرهابية. وأضافت ليفني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط، أن حكومتها لن تسكت على إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية. ووصفت إطلاقها بأنه لا يحتمل، وشددت على أن الكيل قد طفح. وردد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تصريحات ليفني، مهددا حركة حماس بأنها ستدفع ثمنا باهظا إذا استمر إطلاق الصواريخ. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل إيهود أولمرت، فطالب أهالي قطاع غزة بالعمل من أجل أن توقف حماس الهجمات الصاروخية التي تستهدف جنوب إسرائيل، محذرا من أنه لن يتردد في استعمال القوة. ورغم هذه التحذيرات، أمر باراك بفتح بعض معابر قطاع غزة جزئيا أمس الجمعة للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع. وقال التلفزيون الإسرائيلي ان قرار فتح المعابر جاء بعد ضغوط مكثفة مورست على إسرائيل من قبل المجتمع الدولي ومصر. وفي المقابل، رفضت حماس، على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، تصريحات ليفني، ووصفت دعوتها لإنهاء حكم الحركة في قطاع غزة بأنها دعوة لارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، نافيا تلقي الحركة أي عرضٍ جديد للتهدئة. وبدوره، أعرب المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري عن أسفه لإطلاق ليفني تهديدات للشعب الفلسطيني من القاهرة. واعتبر أن تلك التصريحات تعد تطورا خطيرا. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ان بلاده تسعى لإقناع إسرائيل وحركة حماس بالحد من التصعيد خلال الأيام القليلة القادمة على أمل التوصل إلى فترة هدوء، رافضا الدعاوى القائلة بضرورة تحمل بلاده المسؤولية في القطاع. وأضاف أبو الغيط عقب استقباله ليفني أن بلاده ستدعو قريبا زعماء الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لاستئناف جهود المصالحة. وفي وقت سابق، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى صد الاحتلال عن غزة . وطالب عباس، في كلمة له بالخليل بالضفة الغربية، بألا يعود الدمار والطائرات والدبابات إلى غزة، مشددا على رفض السلطة الفلسطينية، التصعيد العسكري والحصار ضد القطاع. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العملية العسكرية ضد الفصائل الفلسطينية ستنفذ بمجرد انتهاء الطقس العاصف في المنطقة وعندما تسمح بعض العوامل التي لم تحددها، وأضافت أنها ستتم من خلال ضربات جوية. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة ''يديعوت أحرونوت'' وصحيفة ''جيروزاليم بوست'' نقلا عن مصادر عسكرية قولها ان إسرائيل لا تعتزم إعادة السيطرة على قطاع غزة، لكنها تعتزم الضغط على الجماعات المسلحة. في غضون ذلك، أمهلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أصحاب أنفاق التهريب على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة ومصر مدة 24 ساعة لمغادرتها لتقوم بتدميرها. وهددت هذه القوات، عبر إلقاء منشورات تحذيرية فوق الشريط الحدودي جنوب مدينة رفح، بتدمير الأنفاق فوق رؤوس العاملين فيها في حال عدم مغادرتها بعد هذه المدة .