عاد سبعة ضباط جزائريين، في غضون الأسبوع الماضي، إلى أرض الوطن من ولاية فيلادلفيا الأمريكية بعد تلقيهم تكوينا دام عدة أسابيع في اللغة الإنجليزية بالأساس.أفاد مصدر أمني ل''البلاد'' أمس أن هدف تكوين الضباط السبعة هو تأطير قوات حفظ السلام في القارة الإفريقية الذين يتلقون تكوين بالمدرسة الوطنية التحضيرية بالرويبة في الناحية العسكرية الأولى بعد إنشاء الجزائر لجهاز يتكفل بعمليات حفظ السلام في القارة. وقالت المصدر ذاته إن ''الضباط السبعة يعتبرون أول فوج جزائري متخصص في تكوين وتأطير قوات حفظ السلام التابع للواء شمال إفريقيا الذي تلقى تكوينا بأمريكا''، وأضاف المصدر أن الجزائر تعمل على إعداد فريق من الضباط للتكفل بعمليات حفظ السلام بالمناطق التي تعرف نزاعات وتوترات بالقارة الإفريقية خاصة بإقليم دارفور السوداني والأزمة الصومالية. وشارك ضباط جزائريون العام الماضي ضمن دفعة من الضباط الأجانب في تكوين عسكري في نيروبي على يد خبراء عسكريين كنديين للإشراف على عمليات حفظ السلام والأمن في إقليم دارفور بالسودان، علما أن الجزائر تتبنى موقفا بعدم المشاركة العسكرية في بؤر النزاع عبر العالم. وصرح العقيد في الجيش الكندي، مايك كاهان، حسب بيان سابق نشرته اللجنة العليا التابعة لوزارة الدفاع الكندية بأن التدريبات الخاصة موجهة تحديدا لتلقين الضباط المعنيين الشروط الأساسية للمساهمة في عملية حفظ السلام، لا سيما في الوسط القتالي وجددت الجزائر دعمها الكامل للجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي لفرض السلم والاستقرار في دارفور السودانية، والمساهمة في تسوية الأزمة التي تعرفها المنطقة بشكل نهائي. وأكد رئيس أركان القوات البرية العميد قدور بن جميل في حوار مع مجلة الجيش في عددها الأخير أن إنشاء إقليم شمال إفريقيا يتطلب مساهمة الدول الأعضاء، منها الجزائر، في التشكيلات المكونة لها لحفظ السلام في القارة الإفريقية، مضيفا أن التدابير المتخذة من طرف الجيش الوطني الشعبي لضمان تكوين نوعي للأفراد المعنيين تكتسي أهمية بالغة. ومن المنتظر أن يقيم لواء شمال إفريقيا ثلاثة مراكز للتكوين بامتياز، أحدها تتكفل به الجزائر، كما أوضح العقيدئبن جميل أن هذه المكونات المتمثلة في لواء المشاة، عنصر التخطيط، أمانة تنفيذية، عنصر جوي متكون من حوامات، قواعد لوجستيكية، وتشكيلات أخرى مثل مكون الشرطة، المكون المدني، ملاحظين عسكريين ومراكز للتكوين بامتيازس، أنشئت في إطار نشاطات ومهام هذه القوة وهيئاتها بما يتماشى والقواعد والمعايير المعمول بها في الاتحاد الإفريقي وتدابير مذكرة التفاهم المصادق عليها من طرف أغلبية دول الإقليم، وقد خصص الجيش الوطني الشعبي جناحا بالمدرسة الوطنية التحضيرية بالرويبة في الناحية العسكرية الأولى، يتم من خلاله تكوين الإطارات العليا، من مدنيين وعسكريين، للعمل ضمن هذه القوة . كما أعلنت الجزائر موافقتها على احتضان قاعدة تدريب القوات العسكرية المشكلة للواء شمال إفريقيا التابع للاتحاد خلال الاجتماع الثاني لوزراء دفاع شمال إفريقيا وتشارك الجزائر بكتيبتين من الجيش وأخرى من الشرطة العسكرية، في حين تحتضن مصر قيادة اللواء أما المغرب ف''قاطع''عملية تشكيل اللواء بسبب ''تعليق'' عضويته في الاتحاد الإفريقي. يشار إلى أن لواء شمال إفريقيا هو واحد من خمسة ألوية تابعة لمجلس السلم والأمن الإفريقي، موزعة على مناطق القارة الخمس التي ستشكل القوة الإفريقية الجاهزة التي كانت قد تأسست بمقتضى المادة 13من بروتوكول الاتحاد الإفريقي، وحسب اتفاق دول الاتحاد، فإن أولوية القوة الجاهزة هي المساعدة على بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في القارة، حيث مقرر أن تتشكل من ألوية عسكرية تمثل الأقاليم الخمسة الرئيسية في إفريقيا، وأن تتشكل مبدئيا من 15ألف جندي، وتديرها، فنيا بشكل مباشر، لجنة أركان حرب يرأسها وزراء دفاع الدول الأعضاء.