أشرف اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني أمس على حفل تخرج الدفعة ال50 للدركيين أعوان الشرطة القضائية، الدراجين الناريين وأعوان حفظ النظام العمومي المتخرجين من مدرسة ضباط الصف للدرك الوطني بسيدي بلعباس والمقدر عددهم ب 1501 دركي والذين سيلتحقون بالحياة العملية عبر مختلف الوحدات الإقليمية وأمن الطرقات وذلك بعد تلقيهم تكوينا عسكريا ومهنيا لمدة عامين على مستوى المدرسة التي تستقبل طلبة متحصلين على شهادة البكالوريا أو مستوى جامعي. أكد العقيد بولسنان يوسف مدير مدارس التكوين بالقيادة العامة للدرك الوطني في ندوة صحفية عقدها بهذه المناسبة أن مؤسسة الدرك الوطني تولي أهمية كبيرة للتكوين في مختلف المجالات الرامية إلى تعزيز الأمن ومحاربة الجريمة بمختلف أنواعها في ظل التحولات الكبيرة التي يعرفها العالم حاليا. وأشار في هذا السياق إلى أن الدرك الوطني الجزائري تجمعه عدة بروتوكولات شراكة وتعاون مع نظرائه الأجانب لتبادل الخبرات والتجارب مع كل من فرنسا، الحرس المدني الاسباني، ايطاليا، ألمانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال الشرطة القضائية لمحاربة الجريمة وتركيا التي تتوفر على مخابر متطورة في مجال الشرطة العلمية والتقنية لتنسيق الجهود خاصة بعد استلام الدرك الوطني لمعهد الأدلة الجنائية ببوشاوي. وأشار العقيد بولسنان إلى وجود مشاريع مستقبلية لتوسيع هذه البروتوكولات للتعاون مع دول أخرى تملك خبرة في مجال محاربة الجريمة بمختلف أنواعها. كما تستقبل مدارس التكوين للدرك الوطني في إطار بروتوكولات التعاون، طلبة من الدول الجنوبية كمالي، النيجر، موريتانيا والصحراء الغربية. وبعد إشرافه على تفتيش الدفعة المتخرجة قام اللواء بوسطيلة بتقليد الرتب للمتفوقين في الدفعة المتخرجة ليتم بعد تسليم واستلام العلم للدفعة الموالية تسمية الدفعة المتخرجة باسم الشهيد عطار عباس، وهو عضو بارز في حزب الشعب الجزائري ونظم مظاهرات 8 ماي 1945 بسيدي بلعباس، واعتقلته السلطات الاستعمارية وأدانته المحكمة العسكرية بتهمة الخيانة والمساس بأمن الدولة مع جماعة من المناضلين. وبعد صدور العفو الشامل من قبل رئيس الجمهورية الفرنسية تم الإفراج عنه غير أنه ظل يناضل بشراسة حتى اندلاع الثورة التحريرية فكان مصيره الاعتقال مرة ثانية بمعتقل ''بوسوي'' المشهور بوحشية جلاديه، وبعد إصابته بمرض عضال تم الإفراج عنه لكن المستعمر وخاصة منظمة الجيش السري ظل يلاحقه حتى سقط شهيدا في 11 فيفري 1962 . وتجدر الإشارة إلى أن مدرسة الدرك الوطني بسيدي بلعباس تعتبر من أعرق مؤسسات التكوين تأسست مباشرة بعد الاستقلال بالجزائر العاصمة ثم حولت إلى مدينة سيدي بلعباس، حيث أصبحت أول مدرسة للدرك الوطني التي ضمت التشكيلات الأولى للدرك المتنقل. لتقرر قيادة الدرك الوطني عام 1963 إنشاء مدرسة للدرك الإقليمي بسيدي بلعباس حيث تخرجت أول دفعة للدركيين منها في مارس 1964 . وبعدها تكفلت المدرسة بتكوين الضباط حيث استمر هذا التكوين إلى غاية تاريخ تحويله إلى المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر سنة 1978 . وبعد ذلك أسندت لها مهام التكوين العسكري لكل أفراد الدرك الوطني، منها التكوين الأساسي للطلبة الضباط العاملين والذين يستكملون تكوينهم المهني بالمدرسة العليا للدرك الوطني بيسر، الطلبة ضباط الصف المتعاقدون، الطلبة الدركيون الأعوان. وفي سنة 1997 أسندت للمدرسة مهمة تكوين تربص الإتقان لضباط الصف، كما تم في نفس السنة إنشاء مركز تكوين السواق في مختلف أصناف السياقة العسكرية. وفي سنة 1998 أسندت مهمة التكوين التقني للمدرسة تدعيما لمختلف وحدات الإسناد للدرك الوطني عبر التراب الوطني. مبعوثة ''المساء'' إلى سيدي بلعباس : زولا سومر