كلمة ساحرة نتذكّر يوم كانت صوتا وبرنامجا إذاعيا يعيد تشكيل أحلام شعوب المنطقة كل ليلة· ذهب مغرب الشعوب وتبخرت أحلام الشعوب· وغير بعيد عن نكبة المغرب العربي، كانت أوروبا تسابق عقارب الساعة، كبرت أوروبا وتوسعت دائرة اتحادها، مقابل تقلص الحلم المغاربي، وكانت الاتهامات المجانية التي ساقها المخزن للجزائر في عز الأزمة الأمنية التي ضربت بلادنا القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، على أن حلم الاتحاد المغاربي لم يمت في قلوب الشعوب، فلا يوجد مغاربي واحد لا يتشوّق إلى مد خطوط السكة الحديدية من طبرق شرقا إلى نواقشط مرورا بتونس والجزائر والمغرب· وعلى المنوال نفسه تتوق شعوب المغرب العربي إلى طريق سريع بلا حواجز ولا حدود، لكن أزمتنا في المغرب العربي الكبير أن جيراننا سعوا مرارا إلى مغرب كبير بعدما أسقطوا منه مصطلح العربي، وتجسد هذا الفعل في التحرش الإعلامي والسياسي والدبلوماسي والتعبئة الشعبية والتحامل ضد الجزائر ومواقفها في المنطقة من تصفية الاستعمار· اليوم وفي ظل التغيير الجزئي الحاصل في المغرب تأمل شعوب المنطقة في أن يتخلى المخزن عن الأساليب القديمة التي عطلت بناء هذا الحلم، وأن يلتزم بمبادئ حسن الجوار بواسطة رسائل واضحة ملموسة يكف من خلالها عن مواصلة السياسة التي أدت إلى أغلاق الحدود، وهو القرار الذي صدر من القصر نفسه وليس عن الجزائر· كما أن بحث قضية المخدرات أصبح ضروريا، لأن تدفقها تجاوز مسألة التهريب إلى كونها سياسة تهدف إلى إغراق بلادنا بأطنان السموم وتنمية تبييض الأموال وخلق مافيا مالية مؤثرة··· ودون حل هذه العقدة سيبقى مغرب الشعوب مجرد حلم يروادنا من حين إلى آخر·