أعطت لجان وتنسيقيات الثورة السورية منذ ساعات الصباح الأولى أمس، أرقاما ”مرعبة” عن عدد ضحايا القمع الذي قابل به الأمن السوري المتظاهرين الذي خرجوا في جمعة أخرى أطلق عليها ”حق الدفاع عن النفس· وإلى غاية الساعة الرابعة من مساء أمس، كان عدد القتلى الذين سقطوا قد فاق 77 وعشرات الجرحى، فيما أكدت لجان التنسيق أن الرقم سيتجاوز المائة قتيل أو أكثر مع نهاية اليوم· وقال نشطاء وسكان إن رجال ميليشيا موالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلوا أمس، 14 من أفراد أسرة سنية بمدينة حمص في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية في الانتفاضة المحتدمة منذ عشرة أشهر في الدولة التي يهيمن عليه العلويون· وأضافوا أن ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط في مدينة حمص على بعد 140 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة دمشق· وقال السكان والنشطاء في المدينة في تصريحات لوكالة ”رويترز” إن رجال الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة دخلوا الحي بعد أن أطلقت قوات الأسد قذائف مورتر ثقيلة على المنطقة فقتلوا 16 شخصا آخرين· وبدأت أعمال القتل الطائفي المتبادلة في حمص قبل أربعة أشهر بعد هجمات عسكرية شنتها قوات يقودها ضباط من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد على أحياء سنية في المدينة· وشملت عمليات القتل الجماعي علويين في حافلات صغيرة كانوا في طريقهم إلى قراهم بالقرب من حمص وسنيين تم إيقافهم أثناء توجههم للعمل في مصنع· وقال نشطاء إن نساء من الطائفتين خطفن وقتلن أيضا· وتعرضت مدينة حمص السورية ليلة أول أمس، لما وصفته المعارضة ب”مجزرة” راح ضحيتها العشرات، من بينهم عدد كبير من الأطفال، كما تعرضت أحياء في المدينة لقصف عنيف· واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية قوات الجيش والأمن بارتكاب مجزرة في حمص لم ”ترحم” حتى الأطفال، إضافة إلى شنها حملة اعتقالات عشوائية هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات أفضت إلى اعتقال 600 شخص في حماة وحدها·
وفي السياق ذاته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، أن موسكو لن تدعم أي مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء ”إنترفاكس”· واجتمع مجلس الأمن بعد ظهر أمس، لإجراء مشاورات تتناول الوضع في سوريا، حيث أشار دبلوماسي غربي إلى أن ”مسودة قرار حول سوريا قد توزع” في هذا الاجتماع لأعضاء المجلس· ولفت إلى أن هذا الاجتماع سيشكل مناسبة لدول عدة للرد على إعاقة روسيا في أكتوبر الماضي مشروع قرار أوروبي وتقديم موسكو مشروع قرار لم يحز على موافقة الغربيين· ويعمل الأوروبيون والبلدان العربية منذ أيام على مشروع قرار جديد يستند إلى خطة الجامعة العربية لحل النزاع في سوريا· وتم الإعلان عن اجتماع الجمعة بعد مشاورات الخميس بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ”الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين وروسيا” حول مشروع القرار هذا· ويتضمن مشروع القرار هذا الخطوط العريضة لخطة أعلنتها الجامعة العربية الأسبوع الماضي لحل الأزمة في سوريا، وتنص خصوصا على نقل لامتيازات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه ويتبع ذلك إجراء انتخابات· ومن المتوقع أن يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني هذا الاثنين أو الثلاثاء إلى الأممالمتحدة لتقديم هذه الخطة إلى مجلس الأمن·
من ناحية أخرى، أكد الشيخ عبد الجليل السعيد أن وفدا من العلماء سيتجه قريبا إلى القاهرة للقاء شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، وذلك لتقديم عريضة موقع عليها 1000 عالم سوري تطالب بإسقاط الصفة الدينية عن مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، وسحب شهادته الدينية الممنوحة من الأزهر، ومنعه من المشاركة في أي نشاط إسلامي ينظمه الأزهر على مستوى الدول، للكف عن ظلمه والإقلاع عن المشاركة في القمع الجاري في سوريا· وأضاف السعيد مدير المكتب الإعلامي لمفتي الجمهورية السورية حسون، والذي أعلن انشقاقه مؤخرا، في تصريحات لقناة ”العربية” أنه تم التواصل مع مشيخة الأزهر في مصر للقاء الشيخ الطيب لإطلاعه على جرائم حسون كرجل دين حصل على الشهادة الشرعية من الأزهر،