أكد المدرب الوطني رابح سعدان ل ”البلاد”، أن غياب المنتخب الجزائري عن الطبعة 28 من أمم إفريقيا الجارية حاليا مناصفة بين الغابون وغينيا الإستوائية، لن يكون في صالحنا، خاصة أن الخضر سيفقدون عدة مراكز في الترتيب الشهري للفيفا، معتبرا أن مستوى المنتخبات الإفريقية في تقدم مستمر· وقال سعدان إن إقصاء المنتخب المغربي من المنافسة كان بسبب نقص الخبرة لدى المدرب البلجيكي إيريك غيريتش· حاوره وليد حمدادو ما هو تقييمك لمستوى المنتخبات الإفريقية والطبعة الثامنة والعشرين لأمم إفريقيا الجارية حاليا بين الغابون وغينيا الإستوائية؟
*مستوى المنتخبات الإفريقية في تطور مستمر، ومايعكس ذلك فعلا هو الأداء المذهل لبعض المنتخبات التي تقدمت كثيرا مقارنة بوقت مضى، على غرار المنتخبين الليبي والسوداني· كما أن بروز بعض المنتخبات الأخرى على غرار بوتسوانا يدل على أن المعطيات تغيرت بشكل كبير في القارة السمراء، وهو ما يعسر من مأمورية الخضر خلال المواعيد المقبلة·
مارأيك في المنشآت القاعدية للبلدين المنظمين حاليا لكأس أمم إفريقيا؟
هناك تطور ملحوظ فيما يخص المنشآت القاعدية، وذلك بفضل إسهامات الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي يعود لها الفضل في تطوير الهياكل التي ستعود بالفائدة في نهاية المطاف على كل من غينيا الإستوائية والغابون لكي يطورا كرة القدم، كما كان الشأن من قبل في غانا التي مرت بنفس الظروف، وهاهي اليوم من عمالقة الكرة في القارة الإفريقية·
في الوقت الذي برزت فيه عدة منتخبات هناك بعض المنتخبات تراجع مستواها وخيبت الآمال على غرار المنتخب المغربي، ماهو سبب الإقصاء المبكر لأسود الأطلس؟
بصراحة، المغرب لا يستحق هذا الإقصاء المبكر وذلك بالنظر للتشكيلة المكتملة التي يمتلكها المدرب إيريك غيريتش، هذا الأخير الذي يملك أحسن اللاعبين على مستوى الخطوط الثلاثة، لكن ولسوء الحظ، فإن نقص الخبرة المتعلقة بأدغال إفريقيا شكل الحلقة الأضعف لهذا المنتخب وعجّل بإقصائه المبكر من المنافسة·
لكن إيريك غيريتش كان قد صرح قبل انطلاق المنافسة أنه سينافس من أجل تتويج المغرب بكأس أمم إفريقيا، ما رأيك؟
اللعب في أدغال إفريقيا يحتاج لخبرة طويلة وإلى نفس طويل أيضا، وهو الأمر الذي يفتقر إليه مدرب االمنتخب المغربي إيريك غيريتش الذي أخطأ الظن، شأنه في ذلك شأن كل المدربين الذين يفتقرون لهذه الخبرة·
كيف تقيم المشوار الحالي للمنتخب التونسي الذي تخطى عقبة الدور الأول بنجاح؟
المنتخب التونسي يسير على منحى تصاعدي، وهو الآن يحصد ثمار العمل الدؤوب والمتواصل، فضلا عن تتويجه ببطولة أمم إفريقيا للمحليين، وأتوقع أن يبلغ نسور قرطاج المربع الذهبي من ”الكان”، إلى جانب كل من الغابون وكوت ديفوار وخاصة غانا، هذه الأخيرة المرشحة للتتويج أكثر من أي وقت مضى باللقب، اللهم إلا إذا واجه هذا المنتخب نظيره الإيفواري قبل الأوان، وإلا فإن نهائي الطبعة 28 من كأس أمم إفريقيا سيكون بين كوت ديفوار وغانا·
هل غياب الخضر عن فعاليات أمم إفريقيا 2012 نعمة أم نقمة؟
أعتقد أن غياب المنتخب الجزائري عن أمم إفريقيا يعد نقمة وليست نعمة، خاصة أن هذا الغياب سيفقد المنتخب الكثير من المراتب في التصنيف الشهري للفيفا· كما أن هذا الغياب سيؤثر من الناحية الفنية، حيث سيدخل لاعبو المنتخب التصفيات المقبلة دون أي تحضير، على عكس المنتخبات التي تشارك حاليا في ”الكان ” والتي ستستفيد كثيرا من هذه المنافسة لخلق الانسجام والتناسق، وسيستفيد اللاعبين أيضا من عدد المواجهات التي لعبوها والأخطاء المرتكبة والسعي وراء تصحيحها·
هل حظوظ المنتخب الوطني قائمة للفوز على المنتخب الغامبي خلال مواجهتي الدور التمهيدي الأخير المؤهل لنهائيات أمم إفريقيا 2013؟
أعتقد أن المنتخب الجزائري سيتخطى عقبة نظيره الغامبي دون أي عناء، لكن الأصعب سيكون بعد هذه المواجهة، أي بعدما يتخطي الخضر عقبة غامبيا، حيث سيكون لاعبي المنتخب أمام تحد آخر أصعب عندما يواجهون أحد الفرق المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا 2012 وهنا تكمن المفارقة، بين لاعبين على أتم الجاهزية من الناحية الفنية، ولاعبين آخرين لا يملكون أدنى مواجهات في الأرجل وتصعب عليهم الأمور·
لكن المدرب الوطني لا يملك متسع من الوقت لتحضير أشباله بسبب تواريخ الفيفا التي تحرمه من الاستفادة من خدمات اللاعبين المحترفين؟
أعتقد أن هذه المعطيات ليست بالشيء الجديد علينا وسبق لي التعامل معها، ولما قلت بعد المونديال أن المنتخب بحاجة لوقت كي يستعيد بريقه وسأكون منتخبا قويا في ديسمبر ,2010 سخر مني الجميع وساهموا بقسط كبير في رحيلي، لذا فعلي المدرب الوطني الحالي أن يتحمل كامل مسؤولياته· أما إذا أراد تفادي تواريخ الفيفا فعليه التفكير مليا في تكوين منتخب من المحليين وكفى بالله شهيدا·
هل من كلمة أخيرة؟
أتمنى التوفيق لجميع المنتخبات الإفريقية وكذا للمنتخب الجزائري، وآمل أن يصل المنتخب التونسي إلى أبعد الأدوار·